أمَا في نبي الله يُوسفَ أُسْوَةٌ
لمثِلكَ محبوسٌ عنِ الظُّلْمِ والإفْكِ
أقامَ جميلَ الصّبرِ في السِّجن بُرهةً
فآلَ بهِ الصّبرُ الجميلُ إلى المُلْكِ
وعلى الضد من هذا فيحفظ لنا التاريخ قصيدة قد بعثها
هارون الرشيد
إلى يحيى البرمكي في سجنه
بعدما كان هذا الأخير قد استعطفه بأبيات كتبها إليه في رقعة ،
فقلب الرشيد ظهر هذه الرقعة لما قرأها ،
ثم كتب عليها زاجراً وموبخاً :
يا آل برمك إنكم
كنتم ملوكاً عاتيه
فعصيتمو وطغيتمو
وكفرتمو نعمائيه
هذي عقوبة من عصى
من فوقه وعصانيه
أجري القضاء عليكمو
ما خنتموه علانيه
من ترك نصح إمامكم
عند الأمور الباديه
ثم ختمها بقوله تعالى "
وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان
فكفرت بأنعم الله ،
فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "
وإذا صرفنا أبصارنا تلقاء الشعر النبطي
فإن أول ما يرد على الخاطر في هذا الجانب
قصيدة الإمام تركي بن عبدالله آل سعود
التي نظمها وأرسلها إلى ابن أخته مشاري بن عبدالرحمن ،
في مصر بعد سقوط الدولة السعودية الأولى ،
وهي القصيدة التي قد طارت شهرتها في الآفاق ،
وعم صيتها الأرجاء ،
وقد افتتحها الإمام بقوله :
طار الكرى عن موق عيني وفرَا
وفزيت من نومي طرا لي طواري
وابديت من جاش الحشا ما تدرَا
واسهرت من حولي بكثر الهذاري
خط لفاني زاد قلبي بحرا
من شاكي ضيم النيا والعزاري
سر ياقلم واكتب على ما تورا
ازكى سلامي لابن عمي مشاري
شيخ على درب الشجاعه مضرا
من لابة يوم الملاقا ضواري
ياما سهرنا حاكم ما يطرا
واليوم دنيا ضاع فيها افتكاري
اشكي لمن يبكي له الجود طرا
ضرَاب هامات العدا ما يداري
ياحيف يا خطوا الشجاع المضرا
في مصر مملوك لحمر العتاري
وعلى شرط هذا المقال كانت أبيات الشاعر عبدالرحمن البواردي
التى جاءت في كتاب مرويات الأمير محمد الأحمد السديري؛
إذ يقول:
ياسعد يابعد حي(ن) قعد
كيف تسهر وحنّا نايمين
أبتهج بالفكك يا بوفهد
جاك لطّام روس العايلين
الوعد ياسعد حسّ الرعد
من خشوم الموارت له رطين
وعطفاً على ما سبق فإن للشاعرات الشعبيات
حضوراً في هذا المنحى الشعوري
وهذا الغرض الشعري ؛ منهن الشاعرة مشعة الرخيص الفداغي
التي ضربت مثلاً رائعاً في الوفاء ،
واستطاعت بشعرها وقصيدها وحُسن استعطافها أن تستنقذ هذا الفارس ،
في قصة طويلة ... يخصنا منها الآن قصائدها التي أرسلتها إليه في الأسر ،
ومنها قولها:
سلام ياللي عند الأجناب مصيود
مقفل في مغلقات الأحدة
مثلك إلى جا الكود يصبر على الكود
والله يعجل بالفرج عقب شدة
ياللي تروي باللقا حربة العود
إن قيل بالميدان يغوش ردة
جيتك وقلبي منك يرعى به الدود
ولا احد يلوم المبتلي بالمودة
حلفت لاقعد لين ما تقلب السود
ولاعنك ياذيب الفلا من صدة
وكذلك أتبعت الشاعرة هذه القصيدة بأخرى
أرسلتها إليه في أسره، منها هذه الأبيات:
سلام ياللي عند الأجناب مسجون
سلام ياللي بالمحاني مقره
سلام ياللي له هل الخيل يقنون
إن ثار عج الخيل وازداد شره
سلام يا مروي شبا كل مسنون
يا محدد دايم حديده يجره
عليك قلبي بين الأضلاع مطعون
وغلاك يا هادي صدا القلب حره
[align=center][tabletext="width:80%;background-color:black;"][cell="filter:;"][align=center]
وأخيراً فإنّ مما لا يذروه شيء من الريب أو الشك بأن لهذه الرسائل الشعرية
أثرها الكبير في نفوس من قد أُرسلت إليه –
[/align][/cell][/tabletext][/align]
[align=center][tabletext="width:60%;background-color:sienna;"][cell="filter:;"][align=center]امل ان تحوز على رضاكم اخوكم ظل[/align][/cell][/tabletext][/align]