[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
هناك من يولد شاعرا يجذب الانظار ويسلب العقول من الصغر وهناك من
تكون لديه موهبة الشعر من جميع نواحيه ولكنها ضعيفه نوعا ما وتحتاج
للصقل واكتساب الخبرات والاحتكاك بمن هم اقدم وافضل منه في مجال
الشعر ليستفيد منهم قدر الامكان00
وهناك من يحب الشعر بجنون ولكنه لايملك اساسياته الفطريه فهذا تجده
يتعذب ويتمنى لو قال الشعر لكنه لايستطيع0000
ومحور كلامنا هو الصنف الثاني الذي لديه مقومات الشعر مكتمله لكنها
ضعيفه وسأقدم له خطوطا عريضه مختصره ربما تنفعه وسأذكر فيها نصائح
عن السلبيات المستحب الابتعاد عنها قدر الامكان وهي كالتالي:
((اولا))-
الابتعاد عن مدح اشعاره بقصيدته الا في وقت المحاوره والشد مثل قول
الازيمع: لو القوافي ذهب وابيع واشري به0000
كان اكثر الناس بالقوه ملكناها000
وقول عبيدالله السالم الشمروخي:
بديت بالعلام وابديت منظوم,,, قيلن ماهو ترهيم من فور عايم
يجري كما اللطام لافاض بحزوم,,,جراح ماهو ديم سيله لطايم
فهذا في وقت تحدي ومنازله شعريه واما في الحالات العاديه فليبتعد عن
مدح نفسه بقوة الشعر وصخر القاف وعليه نظم القصيده ويترك الحكم
للمستمع هو الذي يحكم بالقوه او الضعف ليكون حكمه نقدا بحد ذاته0
(((ثانيا)))
لايكتب الشعر الا اذا شعر انه غير طبيعي اما يشعر بفرح او يشعر بحزن
او ضيقه لان الشعر دوافع واحاسيس لاتخرج الا اذا حركها شي قوي
في الباطن وتكون قوتها الشعريه بقدر قوة التأثير الذي عليه حزنا او فرحا
وهذا مثال:
احمد شوقي مدح مصطفى كمال اتاتورك مؤسس جمهورية تركيا بسبب
ان الغرب عندما اتفقوا مع اتاتورك على ألغاء الخلافه الاسلاميه ومحو
الدين الاسلامي واستبداله بنظام علماني فكان لابد ان يصنعوا له مجدا
لكي يتقبل العالم الاسلامي هذا الترف فعملوا مخطط حرب بين تركيا
واليونان وتستسلم اليونان ويخرج اتاتورك بصفة القائد الشجاع الفذ
وفعلا حدث المخطط وكان المسلمون بحاجه لنصر ولو مزيف لكثرة
الهزائم لذلك نظم احمد شوقي قصيده تعتبر جوهرة شعره وشعر جيله
مدفوعا بنشوة النصر والفرح ومنها:
الله اكبر كم في الفتح من عجب00 ياخالد الترك جدد خالد العرب
صلح عزيزن على حرب مضفرة00 فالسيف في غمده والحق في النصب
لم يدري قائدهم لما احطت به00 هبطت من صعدن ام جئت من صبب
باغتته وهو في تدبير خطته00 فلم تتم وكانت خطة الهرب
قصيده رائعه جدا 00 وعندما انكشف اتاتورك كعدو للاسلام والمسلمين
نقض احمد شوقي القصيده بقصيده اخرى مطلعها:
عادت اغاني العرب رجعا واحي00 ونعيت بين معالم الافراحي
لكن هيهات قصيدته هذه لم تصل ربع الاولى قوة وروعه بسبب قوة
الدافع سابقا على الدافع الاخير فبقيت الاولى المدح خالده والثانيه لاتكاد
تذكر وهكذا000
(((ثالثا)))
ان يكون هدف القصيده واحد فقط000
فلا يتنقل من موضوع لاخر لان ذلك يشتت افكاره ويفسد هدف ومعنى
قصيدته000
(((رابعا)))
الابتعاد عن القاف الصعب قدر الامكان لكي يكون اسهل في شرح افكاره
مما يعطيه دافع للسير قدما عكس القاف الصعب فستكثر عليه الملاحظات
والنقد مما يحطم حماسه ويؤثر عليه النقد الحار سلبا000
(((خامسا)))
عدم اطالة القصيده بحيث لاتزيد عن عشرة ابيات مادام شعره غضا حتى
يقوى وبعدها يزيد شيئا فشيئا000
(((سادسا)))
عدم الدخول في المحاورات مدحا او هجاء ويدع الخلق للخالق لانه في
مرحلة بناء والمهاترات هادمه000
(((سابعا)))
ان يعرض القصيده على منهو افضل واكبر واكثر خبره منه ممن يثق
بحسن نواياه لكي يبدي له الملاحظات دون تحطيمه000
(((ثامنا)))
حفظ القصائد القويه ((لمن ذاكرته قويه)) فهذا سيزيد من خبرته اسرع
من غيره وسيؤثر ايجابا في اشعاره في المستقبل000
هذه نصائح بسيطه اتمنى ان اكون وفقت في جمعها والمجال مفتوح لمن
يرى زيادات اخرى وتقبلوا تحياتي والســــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
(((الراوي)))[/align]
العرض المتطور
