2009 عام السكري فحص الكليتين.. ضروري لتجنب القصور والفشل تمثل مضاعفات مرض السكري بنوعيه الأول والثاني خطراً على جميع الأعضاء الرئيسية لجسم المريض، ويمتد تأثيرها إلى العين والشرايين والقدم ومما يعجل بظهور تلك المضاعفات عدم اتباع النظام الدوائي والغذائي المحدد من قبل الطبيب المعالج مما يؤدي إلى التدهور في الحالة، بحيث لا يمكن إيقافه في مرحلة معينة مسبباً أضراراً قد يصعب علاجها بالإضافة إلى التكلفة المادية للعلاج..
40 % مصابون
ويقول د. حارث مثنى محمد سعيد اخصائي أمراض وزراعة الكلى بمستشفى القاسمى ان 40% من مرضى السكري من النوع الأول والثاني يصابون بعجز الكلية خلال فترة تتراوح مابين 20 إلى 25 عاماً منذ بداية الإصابة بالمرض بالنسبة للنوع الأول ومابين 10 إلى 15 عاماً بالنسبة للنوع الثاني ويعود السبب في هذا إلى ان اكتشاف المرض في النوع الثاني يأتي متأخراً.
وبالتالي فإن مضاعفاته تظهر بصورة أسرع على المريض، ويصاحب مرضى السكري الذين يصابون بقصور وظائف الكليتين عدة أعراض منها ارتفاع ضغط الدم وتراكم السوائل في القدمين وحول الجفون خاصة عند الاستيقاظ من النوم في الصباح الباكر.
كما يلاحظ تناقص حاجة المريض إلى الأنسولين فإذا كان يتعاطى مثلاً 70 وحدة أنسولين يبدأ احتياجه في الانخفاض تدريجياً ليصل إلى 40 أو 30 وحدة وفي بعض الأحيان يصل المريض إلى مرحلة التوقف التام عن تعاطي الأنسولين، ويعود ذلك إلى ان معظم الأدوية التي يتعاطها مريض السكري خاصة الأنسولين والتي يتم التخلص منها من خلال الكليتين يتوقف نتيجة حدوث قصور أو فشل كلوي للمريض ينتج عنه تراكم لتلك الأدوية داخل الجسم وهو ما يؤدي إلى انخفاض نسبة الاحتياج إلى الأنسولين لان الكلى لا تتخلص منه.
كما يشعر المريض بنوبات متكررة من انخفاض نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى تكرار الالتهابات في الجسم سواء كانت بالجهاز البولي أو الجهاز التنفسي أيضاً انخفاض الوزن والإصابة بفقر الدم كما يفقد المريض القدرة على أداء الأعمال اليومية المعتادة أيضاً يميل إلى الشعور بالتعب وتبدو على مريض السكري في تلك الحالة علامات الإرهاق والنحول.
تجمع السوائل
ويعاني مريض السكري نتيجة القصور أو الفشل الكلوي من تجمع السوائل في الجسم والرئتين وتدهور في عمل القلب أو عجز القلب الاحتقاني كما يعاني المريض أيضاً من تصلب الشرايين مع احتشاء عضلة القلب، ومن الأعراض الأخرى نقصان المناعة وبالتالي ارتفاع نسبة الإصابة بالتهابات المجاري البولية والرئوية.
الوقاية
ويشير إلى انه يفضل ان يحال المريض في حالة وجود نسبة عالية من البروتين والزلال لإخصائي أمراض الكلى بهدف السيطرة على الضغط والوصول به إلى 125 على 75 مع خفض نسبة الدهون المشبعة للدم للوصول بنسبة الكولسترول إلى اقل من 3، كما يجب العمل على خفض نسبة البروتينات في الطعام إلى نسبة تقل عن 8 .0 % جرام لكل كيلوجرام من الوزن بمعنى انه اذا كان وزن المريض 70 كيلوجراماً يكون معدل تنأول البروتين 56 جراماً يومياً.
أيضاً ينصح بخفض كميته المستخدمة في طهو الطعام وعدم إضافة أية أملاح خلال تناول الطعام والاكتفاء بالكمية الموجودة خلال طهوه، كما يفضل معالجة فقر الدم بواسطة الحقن المنشطة لنخاع العظم وهي متوفرة مع الوصول بنسبة هيموجلوبين الدم إلى 11 أو 12 % والمحافظة على كتلة الجسم القياسية تحت رقم 25.
الفشل الكلوي
ويؤكد د. حارث على ان الشيء الأهم لكل مرضى السكري هو ضرورة ان يخضعوا للمتابعة الدورية مع أجراء تحاليل البول كل 6 شهور بصورة دورية لضمان الكشف عن الزلال أو البروتين وهو المؤشر الأول لإصابة الكلية بقصور، أيضاً ضرورة فحص الدم الشرياني كل 3 شهور وفحص العينين كل عام، ضرورة إجراء فحص شامل لوظائف الكلى مرة كل عام وفي حالة وجود قصور كلوي يعاد التحليل كل 3 شهور.
وأشار إلى ان عدم اتباع النصائح السابقة من شأنه ان يؤدي إلى تدهور وظائف الكلى بشكل متواصل إلى ان تصل للفشل الكلوي، وهو ما يعني ان العلاج المتوفر سينحصر في عمليات غسيل الكلى، وهي نوعان الغسيل البريتوني ويتم داخل منزل المريض وذلك بعد تدريب المريض على استخدام جهاز الغسيل في المستشفى لمدة أسبوع، حيث تستغرق مدة الغسيل 8 ساعات يومياً داخل المنزل. النوع الثاني هو الغسيل الدموي ويتم داخل المستشفى بمعدل 3 إلى 4 ساعات من خلال الرابطة الشريانية الوردية في الساعد.