قال مدير عام مجموعة "الاستشاريون العرب" المتخصصة في البحوث والدراسات الاقتصادية جواد عباسي إن المنافسة ليست كاملة بقطاع الاتصالات في معظم الدول العربية وأنه رغم إلغاء الاحتكار، إلا أن الصورة الغالبة هي وجود عدد محدود من المشغلين يصل إلى شركة واحدة أو اثنتين فقط بقطاع الجوال في كثير من الدول.
وأضاف لـ"العربية.نت" أن وجود شركتين فقط لخدمات الهاتف الجوال في سوق ما لا يؤدي بالضرورة إلى اتفاقهما لكن من الممكن وبسهولة حدوث تنسيق وإصدار إشارات وعلى سبيل المثال إذا أعلن مشغل أنه لن يخفض الأسعار فإن الرسالة تكون واضحة للشركة الأخرى التي تتخذ قراراتها بناءً على هذا الوضع، مؤكداً أن هذا مفيد للشركتين لكن الاستفادة ليست قصوى للاقتصاد أو المستخدمين.
وأكد أن الأسواق العربية تستطيع استيعاب المزيد من الشركات وهو أمر مفيد للاقتصاد وللحكومات التي ستحصل مزيداً من الضرائب وللمستهلكين الذين ستصلهم خدمات أكثر جودة وبأسعار أرخص غير أنه ليس مفيداً لكل المستثمرين، إذ سيُجبر البعض منهم على الخروج من السوق.
وصرح أنه لا يجب أن تضمن الحكومة أموال المشغلين ولكن المطلوب هو المنافسة العادلة بينهم، مشيراً إلى أن المنافسة الشديدة أمر إيجابي حتى لو أدت إلى خروج نصف المستثمرين لأنها تحقق فوائد للاقتصاد بتشغيل أيدي عاملة وللمستخدم من حيث الأسعار وللشركات بتعزيز قدراتها في مجال التسويق.
من هو المستخدم؟
وذكر أنه رغم انتشار الجوال بنسبة عالية جداً في الدول العربية إلا أن تعريف المستخدم أو المشترك غير محدد بشكل دقيق حتى الآن وأن عدد المشتركين الحقيقيين أقل من الأرقام المعلنة بكثير وأن دخول مشغلين جدد يعزز النفاذية، مشيراً إلى أن عدد المستخدمين ارتفع في الأردن بنسبة 46 % عندما ارتفع عدد الشركات إلى 4 مشغلين.
وأوضح أن البعض يدرج ضمن المستخدمين من أجرى مكالمة واحدة في شهر، كما أن عددا كبيراً من السائحين يشترون بطاقات مدفوعة مقدماً لاستخدامها خلال زيارتهم لعدد من دول المنطقة ومنها الإمارات على سبيل المثال، ثم يتوقف استخدامهم لها بعد مغادرتهم الأمر الذي يعني أن الأرقام المعلنة ليست دقيقة.
وحول وصول عدد من الأسواق، وخاصة الخليجية منها، إلى مرحلة التشبع قال إن هناك مجالات أخرى تحقق مداخيل ومنها "خدمات التجوال" خاصة في الدول السياحية بالإضافة إلى إمكانية أن يركز المشغلين الجدد على قطاعات جديدة والانترنت عالي السرعة
" band broad" وتقديم خدمات خاصة للشركات بتكنولوجيا جديدة.
وذكر انه سيكون هناك مجال لـ"المشغل الافتراضي" أي الشركة التي لا تمتلك شبكة ولكن تشتري السعة الزائدة عن حاجة شركة أخرى لتقوم ببيع الخدمة للمستخدمين وبعلامة تجارية أخرى أي أنه أشبه بموزع للشبكة، موضحاً أن هذا النموذج من الاستثمار موجود في أوربا وهو مفيد في الأسواق التنافسية ويتيح للمشغل تقديم الخدمة بشكل أفضل.
الجيل الثالث
وحول تقنية "الجيل الثالث" قال إنه يجري تقديمها في الإمارات والبحرين ومن المتوقع دخولها السعودية ومصر في الفترة المقبلة، لكن يُلاحظ أن الشركات في الدول العربية تقدم الخدمات المعتادة بالتقنية الجديدة أي أنها حسنت فقط الخدمات التقليدية، دون أن تطرح خدمات مبتكرة خصيصاً لهذه التقنية مثل خدمة مشاهدة التلفزيون على الهاتف الجوال.
وذكر أن التأخير في تقديم خدمات مخصصة للجيل الثالث سببه أن ما يحدث في أوروبا نطبقه بعد فترة تتراوح بين 4-6 سنوات وهذا قد يكون مفيداً أحياناً إذ يتيح الفرصة لاستخدام تكنولوجيا أكثر نضجاً.
JOKAR
العرض المتطور
