ارضاء الناس غاية لا تدرك ولا يهم ان نحقق رضي جميع الناس لأن هذا خارج عن طاقتنا ومقدرتنا. المهم ان نرضي انفسنا وأن نحقق ما نريد ما دمنا لا نؤذي احد أو نعتدي علي حقوق الغير واذا حاولنا ارضاء جميع الناس فسنكون مثل جحا وابنه وال****************، وكل منا يعرف القصة. فلن نجني سوي الحيرة ولن نحس بطعم الحياة والراحة في حياتنا. لذلك لا بد ان تكون لنا شخصيتنا المستقلة وان لا نسمح للغير بالتدخل في حياتنا ما دمنا مقتنعين بما نقوم به في حياتنا.
ما دامت تصرفاتنا لا تنافي الشرع ولا العادات والتقاليد اي لا يجب ان نصبح كلنا نسخة واحدة فلا بد كل واحد منا يكون له رأيه الخاص وتفكيره وأسلوبه ونظرته الخاصة المستقلة. فلا بد ان نبتعد عن التصنع والزيف والتكلف لمجرد ان نرضي الناس فعلينا فقط ان نكون بكل بساطة وتلقائية وان نتصرف كما نريد نحن وليس كما يريد الغير.
صحيح ان المجاملة مطلوبة في بعض الاحيان إنما الحكمة في من يستطيع وضع كل شيء في موضعه المناسب وفي وقته المحدد. فنحن في هذه الدنيا كعالم الكيمياء حيث انه يمزج العناصر بعضها ببعض لينتج مادة معينة. فكثير من الناس يرون التواضع نوعاً من الضعف والحياء انطوائية واللباقة خوفاً كما يري البعض الآخر النصب فن وشطارة والوقاحة جرأة والأمانة والوفاء غباء.
صدقوني اننا اذا لم نخطيء ونصيب ونعصي ونتوب وان لم نفشل لننجح سنخرج من قانون البشرية. إن الإنسان المستقيم هو في نظر هؤلاء الذين ذكرتهم سابقاً قدوة حسنة. فهم مثلاً عندما يقعون في مأزق يتسابقون اليه فهو في قرارة أنفسهم المثال والنموذج السليم للإنسان والإنسان فقط بينما تلك التصرفات المغايرة هي مجرد نزوات بشرية ورغبات شيطانية لكي يماثلهم ويسير علي طريقتهم أو حتي يكونوا متساوين ومتشابهين في السلوك المنحرف مع حاجتهم الماسة للموجه وللناصح الواعي.
هكذا هي الحياة ناصح ومنصوح وقدوة ومقتدي واخيرا أقول كن كما تريد انت بلا رتوش وأقنعة فما دامت شخصيتك تعجبك وتريحك وما دمت لا تضر احداً فلماذا تريد تغيير شخصيتك فالناس لا يعجبهم أيضاً من ليس له شخصية.
حايلي