حرب ( دواس بن عفنان ) للإخوان وانتصاره عليهم
تقدمت بيارق الإخوان بجيوشهم ميممة شطر السبعان مخترقة جبال سلمى عبر شريانها
عندها تجلت شهامة (دواس بن عفنان ) ودفاعه العظيم عن الجبلين ( منطقة حائل ) قال
الشاعر ( فرج بن خربوش ) وهو أحد الذين شهدوا تلك الحروب يصف شجاعة دوّاس
ودفاعه :
الشايب اللي ما تسدد هواياه
ستر المحارم يوم حرب البلاد ِ
وقال :
ريف الضعيف اللي زمانه توطاه
لا غر من وبل الحياء كل وادي
لصديقه أحلى من لبن كل معطاه
ولعدوه أقطع من صقيل الهنادي
وقال مخاطبا أحد أحفاده :
يا(فريح) أبوك الجزل حنا فقدنـاه
يتمـى علينـا كلنـا فاقدينـه
والصعل جدك ما تسدد هوايـاه
حلحيل ذربين اللحـى هايبينـه
قصاب قدحان الكسل والمـداراه
يوم ان نطلان العرب حاضبينـه
كم واحدٍ يسحب مثل جرت الشاه
لعيون غيدٍ بالسـري مكرمينـه
غيدٍ حموهن بالبـروج المبنـاة
من دورعفنانٍ ولا مرخصينه
تكاثرت الجموع على (دواس) فما زادته جموعهم إلا عزا ًوقوة ًوصموداً وثباتاً حتى
ردها على أدبارها خاسئةً خاسرة ، والشاعر سالم الموكا ــ أحد المعاصرين لتلك
الحروب ــ يصف أحد أصحاب البيارق الفارين من تلك الحروب :
ما شفت ابن ( ..... ) يركض مع الساس
رفيـد كلـب شـارد ٍيـطـرده ذيــب
هـذي تـراهـا مــن تدابـيـر( دواس)
من حول قصره تقل مجـزر قصاصيـب
إن جميع القصائد التي وصفت معارك_ دواس_ مع الإخوان ودفاعه عن الجبلين(منطقة
حائل) جاءت صادقة وصريحة لأنّ حرب دواس حرب مشروعة لم تكن كبعض حروب
ذلك العصر هدفها كسب أو غنيمة أو شيخة أو بسط نفوذ أو الحصول على بيرق
أوهجرة أوإمارة .... الخ إنها حرب الشرف والكرامة .. لم يحارب حبا في القتل ولا طلبا
ًللمال أو الجاه أو السمعة فهو يعطي مما أعطاه الله _ وقد حباه الله جاهاً وذكرا ًطيباً قبل
تلك الحروب لكنه الدفاع المشروع والدفاع الواجب الذي يوجبه الدين وتوجبه المرؤة
والشهامة والشرف والنزاهة....
نزه الشوارب لا حصل به مداعاه
حبس ٍ تزحزح زل عن وجه وادي
وهناك الكثير من الشواهد الشعرية في وصف تلك المعارك ومنها ما قاله
فرج بن خربوش الشمري _ رحمه الله_:
ربع ٍ حموهن يوم خفات الأذهان
واللي بغاهن ماعدا مثبـرٍلـه
الجزل (أبو صالح) حماهن بكرخان
عن نمرة ٍ يبون فضيـة محلـه
وقوله واصفا مشهداً آخر :
القصر عند اللي حمى أقصاه وأدناه
يا ما انذبح بي حربته من سنافي
ربي عسى (دواس) لا جيت نلقـاه
له شارب ٍ عند المواجيب يافـي
وقال : بدر بن سعد بن عفنان ( وهو ابن أخ دواس ) :
يوم ان أهل سلمى لفتنا رجاجيل
تركت حدود الله وتبـي الحرامـي
و(حربٍ)مع الشريان جتنا دعاكيل
يبون طلع ٍفـي فـروع النوامـي
الدار من دونه رجـالٍ صواهيـل
ما حسَّبوا للموت والرمي حامـي
معهم كما الديبان ترهم مشاكيـل
مـوازرٍٍ تـرم الضريبـه شمـام
وبعد ان تمزقت ـ بيارق الإخوان ـ وانفلت جموعهم أصبحوا أحاديث الشعراء مابين
قادحٍ فيهم ومادح ٍلأفعال ( دواس ) ونصره
فهذا مناور بن غمر الأسلمي الشمري يصف هزيمة أحد أصحاب البيارق:
خلـى بيرقـه كوبـان
قضـى عـزه وسعـده
يوم أوحى طار الحجلان
هـرب عقيـد فـهـده
غدوا عليـه العفنـان
بالبنـدق يـوم رعـده
بين القطعاء والسبعان
قعـد تسعيـن قـعـده
وقال إبراهيم بن شايع المفيد :
واللي بغاهن ذوقه جرعة الموت
لعيون زينات النماء والجنايس
إن الحديث عن شجاعة( دواس) وحكمته ودهائه ومواقفه وحروبه حديث ذو شجون لا
يحصره مقال ولا يحيط به بيان بل هو سيرة عطرة يتجدد ذكرها في كل حين ولا يزال
الشعراء والأدباء والرواة يصوغون شيئا من أخباره ونوادره وحكمته شعراً ونثرا تلذ
له الأسماع وتتشرف بنقله الألسن .
قال الشاعر عبد الله بن صقيه شاعر بني تميم:
واللي هزم جمع الحريب ابن عفنان
(دواس) مسقي الضد بالحرب حلتيت
ياويل من هو له فنى المـال ديـان
غلطان ياللي لابن عفنان عاديـت
وقال أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري:
من عصر( دواس) زيزوم السرية
شاهرٍ عرفه خصـال ٍ يذكرنـا
وقال الشاعر شايع بن رباح ( السنافي) :
(دواس بن عفنان )عطب الأصاويب
وابناء مفيد اللي على الضد عاصين
وقال الشاعر فراج العضاض الشمري :
الغيد تبكي على( دواس)
ما من فزع ينطح الغارة
وهاهو) راوي الجبل) فواز الغسلان يقول :
نهار الخميس العصر مريت بالسبعـان
ومريت قصر(ن) بالجبل شايع (ن)طيبـه
أنا من قديم اسمع بدواس بـن عفنـان
زبون الضعيف بليلة(ن)عاوي(ن) ذيبـه
دخلت البيوت اللي تداحم بها الضيفـان
وقصر(ن) صخى العفنان فاح بجوانيبـه
شمخ قصرهم وامسى لكل العرب مزبان
ومن ذاق نار الجوع والخوف يلجي به
وقفت انظر اطلاله من الطين والعمـدان
وفي مسجد(ن)بالذكر تصهل محاريبـه
وشفت الذي هز المشاعر مع الوجـدان
والأفكار وسط القصـر دارت دواليبـه
أدير النظر باللي كسى حايط الجـدران
كما الصبغ من نار(ن)تواقـد لواهيبـه
عليها معاميل(ن)تصالي سنى النيـران
تقول انهـا للضيـف ترسـل مناديبـه
وشفت المضيف اللي تحوفه رفاع الشان
يداوون جرح اللـي يعانـي مضاريبـه
وجيت الغريس اللي سقوهن من القلبان
غريس(ن)كلى الضيفان نقوة مراطيبـه
وشفت المتارس تحتها ذبحةالعـدوان
من اللي على الاجواد كثـرت عذاريبـه
أيا قصر تبقى شامخ(ن)مثل خشمركان
وربعـك قرانيس(ن)بعالـي مراقيـبـه
أيا كثر ما تدفي ضعيف(ن)وقع بـردان
وذاق الندى من عقب قاسي مصاليبـه
ويا كثر مايشبع بك الطايـح الجيعـان
وياكثر ما ناخـت بسـورك مناجيبـه
تميم الجبل صاروا لطيب الجبل عنـوان
ويا قصر تشهد للصخى عنـد تكذيبـه
وتشهد على قوم(ن)ظهر بينهم عثمـان
ومثلك صدوق(ن)بالعرب في مطاليبـه
وتشهد ركونك في صخى ربعنا العفنان
ومن كذبك يظهر بوسط العـرب عيبـه
ومما قال محمد بن جزاع الأسلمي الشمري :
وإن رحت للسبعـان سلـم لزايـم
على بيوت ٍ ساكنه نسـل عفنـان
نسل الكريم اللـي قـوي العزايـم
(دواس) ماهو من الخطاطير زهقـان
وهذا فهد بن محزم الجرواني الشمري يقول:
أذكري(دواس) يا وديان سلمى
واخبريني عن بطولات المفيد
يا بقايا القصر زدني عنه علما
جيت اباخذ من علومه واستفيد
شيخ ٍ أفعاله كما نور ٍ بظلما
يجتمع به نخوة وباس ٍ شديد
مزبن ٍ وليا انتخى يارد على الما
ولا يفلّـك يالحديد الا الحـديد
منقول
العرض العادي
