[COLOR="Black"]بسم الله الرحمن الرحيم
[SIZE="5"]مقدمة :{ اثار لدي مقطع من فيلم اجنبي بعض التداعيات : حيث يهجم البطل المسلح المقنع(وصديقه يرقبه ) على كاشير في سوبر ماركت ويطلب المسلح من الكاشير ان يجثو على الارض على ركبتيه واضعا المسدس في رأسه من الخلف ثم يسأل المسلح هذا الكاشير : ماهو الشئ الذي كنت تتمنى ان تمارسه يوما قبل ان اقتلك الان ؟ فيقول الكاشير وهو يرتعد : كنت اتمنى ان ادرس البيطرة ! فيقول المسلح : حسنا . سأمهلك للغد لتجعل اول مهمة تقوم بها في الصباح الباكر ان تضع قدمك في اول خطوات الطريق لدراسة البيطرة ...وسأراقبك.. ثم يأمره بالهرب ...فيهرب ...عندئذ يسأل صديق المسلح (الذي كان يرقب المشهد) : مالذي تفعله ؟؟ فيجاوب المسلح : إني أعيد الحياة لكاشير ميت! إن شمسا اخرى ستضئ صباحه غدا !}
[SIZE="5"]الموضوع :[/SIZE] ماالذي تريد وتتمنى حقا ان يمتد بك العمر لتمارسه ولو يوما واحدا ؟؟ ماهي هواياتك ؟؟ مامدى قربك منها ؟؟ هل تمارسها ؟؟ هل انت متمكن فيها ؟؟ فكر قليللا بشكل منطقي موضوعي وعقلاني قبل ان تجاوب على السؤال التالي : هل لديك امكانية محتملة ولو ضعيفة بقدرتك على ان تمارس هذه الهواية ؟؟ إذا كان الجواب : نعم ...اسمح لي ان اقول لك : مالذي تنتظره حتى تضع قدمك على اول الطريق ؟؟ هل تنتظر مسلحا مثل صديقنا الكاشير ؟؟ هل الامر بهذه البساطة ؟؟ بالطبع لا ...ولكن هل الامر في غاية الصعوبة او الاستحالة ؟؟ ايضا بالطبع لا ..إنه رهن عزيمتك it is up to you اصنع خطوة على الطريق ثم انظر ...أنت لاتبعد 999ميلا عن الهدف ...بل انت تقرب منه ميلا ! الان هل نحترف مانهوى ؟؟ بمعنى: الموظف منا او الموظفة : هل نعمل في الوظيفة التي نهواها ونحس بطعم الحياة من خلالها ؟؟ إنه ليس بالضرورة ذلك . قد يمارس بعضهم وظيفة في المجال الذي يهوى , ولكن بعضهم لم يتسن له ذلك . وأنت ياغير الموظف , وياغير الموظفة : هل تتمكنون من ممارسة هواياتكم ؟؟....أريد ان اقول :
1_ مالذي تريد حقا ان تمارسه؟؟ (بشرط عقلى: ان تتمكن منه, وبشرط اخلاقي: ان يراعي الاعتبارات الدينية )؟؟
2_ هل تعلم ان سر النجاح العملي ان يمارس الانسان عملا يهواه لأنه سيبدع فيه ويقبل عليه ويخلص فيه ..وأكثر الناجحين في اعمالهم هم الذين يحترفون هواياتهم .
3_ هل تهوى الاطلاع والقراءة الروائية مثلا ؟؟ هل تحس انك تستطيع ان كتب رواية مثلا او مجموعة قصصية ؟؟ هل تحس ان لديك مخزونا ثقافيا واساسا من عقل ناقد يمكنك من الطرح والرد الثقافي والاجتماعي الاعلامي والفكري ؟؟ حسنا لماذا لاتبدأ ؟؟ على الاقل في الانترنت : او ليس فضاء مفتوحا ! او بمراسلة الصحف...ربما ستصبح روائيا ..او كاتبا حقيقيا (على المستوى الاعلامي )ا! هل انت شاعر ؟ شاعرة ؟ هل عرضت بعض نتاجك عرضا اعلاميا هنا او هناك ؟؟..ربما ستصبح شاعرا مشهورا !! .. هل تهوين الحياكة وتصميم الملابس ؟؟ هل جربت ان تعرضي هذه التصاميم يوما( ولو بداية) على مستوى الزميلات او القريبات ؟؟..ربما ستصبح هوايتك هذه نواة مشروع مشغل او دار ازياء او مصنع ملابس!! .... هل تجيدين الطبخ وتهوينه وتتفننين في إختراع الاطباق ؟؟ هل جربت عرض اطباقك هذه على القريبات او الزميلات او حتى في المعارض الخيرية او الحفلات المدرسية ؟؟ ربما ستكون هوايتك هذه نواة مشروع لمطعم يقدم اطباقا منزلية !! او مطعما انت تديرينه !!
4_ الحياة تمر ونحن نهدرها في اعمال كثيرة تقصر دون مضامين العبادة لله عز وجل, وهي كذلك اعمال روتينية نمارسها فرضا ورغما , دعونا نخصص خلال ثنايا هذا الهدر وقتا لذيذا لممارسة مانحب من هوايات مفيدة قد تكون هي مفتاح السعادة والرزق في ان معا
[SIZE="5"]خاتمة[/SIZE] : تذكرون المقدمة : وهبت الحياة للكاشير ليرتب ملفه الذي سيقدمه من الاشراق لكلية الطب البيطري ......إلا أن النحوي العربي القديم ( لايحضرني اسمه ) والذي ألف كتابا كبيرا بمئات الصفحات عن لفظة " حتى ": معانيها ومواقعها واعرابها ...أقول هذا النحوي لم تنتظر روحه شمس الصباح بل فاضت من المساء ولكنه اطلق و في نزاعه مع سكرات الموت مقولته الشهيرة " أموت وفي نفسي شئ من حتى !!"... لقد هوي عمله واحترف هوايته وعشق النحو وابدع فيه وعشق " حتى " وكتب فيها المجلدات ...ولكنه عشق الهواية الذي لايموت ...بل تموت النفس ...وفيها شئ من" حتى" !! ..ترى ماهي " حتانا " نحن ؟؟ وهل انجزنا عليها شيئا ؟؟ وهل سنموت وفي أنفسنا شئ من "حتى"؟؟ ام سنكون التعساء ونموت وفي انفسنا كل اشياء " حتى " ؟؟.......تقبلوا حبي [/COLOR][/SIZE]
العرض العادي
