المدمن هو القنبلة الموقوتة التي تنفجر في المنزل في أي وقت... يسرق.. يقتل.. يرتكب أي شيء في سبيل حصوله على جرعة المخدرات... يفقد الإحساس بروابط الأسرة بالأم والأب، بالحب لا يعرف سوى الكيف... يفقد ايضاً الإحساس بالزمن... شهدت مدينة الجيزة.. مأساة أم ضحية جديدة لإدمان ابنها كادت أن تدفع حياتها ثمناً لإدمانه لولا تدخل رجال النجدة في اللحظة الأخيرة.
بداية القصة في احدى شقق العجوزة. مات الأب بعد سنوات من ولادة مجدي... لم يكن بلغ الخامسة من عمره.. كان الولد الوحيد لثلاث بنات.. حاولت الأم قدر الإمكان ان تعوضه عن وفاة والده... لكن الأم أخطأت الطريق بدأت تدلل طفلها أكثر من اللازم.. طلباته كلها مجابة.. يأمر فيطاع الجميع.. كبر مجدي مع السنوات وقد تعود على هذا الأسلوب... أسلوب الدلع والسيطرة والأمر... لا تحاسبه الأم على الخطأ.. ومهما كان ذلك الخطأ... رسب في سنوات الدراسة الأولى بسبب إهماله الشديد في المذاكرة وانشغاله بالتسكع في الشوارع مع زملائه الذين رسبوا ايضاً.. حاولت الأم معاتبته على رسوبه.. أرادت إقناعه بالمذاكرة في العام الجديد حتى يعوض ما فاته... قابل مجدي حديث أمه ونصائحها بتجاهل شديد... أخبرها ان معهم نقوداً ولا لزوم للتعليم لم تجادله الأم... تركته وكلها حسرة وندم وشعرت أنها أخطأت في تربيته منذ البداية حتى أعطته كل ما يريد وفي أي وقت وتحت أي ظروف.. المهم ان ينبسط ويفرح وتلك هي المصيبة... الدلع... كان من الطبيعي ان تقود شلة الأنس مجدي الى المخدرات... جلسة بسطوح زميل لهم.. تعاطى مجدي المخدرات.. البرشام لأول مرة.. في المرات التالية شعر بحاجة شديدة الى هذه الجلسات كان يعود الى منزله متأخراً لا يسمع تأنيب أمه وهي تنصحه بالعودة مبكراً خوفاً على صحته. تكررت جلسات الكيف اسبوعياً أصبح مجدي لا يستطيع الانقطاع عنها... بدأت تظهر عليه علامات الإرهاق والنسيان والعصبية والخمول.. تطاول على أمه لأول مرة بالسب حينما رفضت ان تمنحه نقوداً... احتاج مجدي للمزيد من المال ليشتري مخزوناً من الحشيش والأقراص المخدرة... التي يتعاطاها يومياً.. طلب من أمه نقوداً.. رفضت الأم بإصرار عندما علمت بنيته في شراء المخدرات... بكت... توسلت إليه ان يعود طفلاً بريئاً كما كان.. يطيع أمه ويهتم بدراسته... ظنت أنها ستجد لديه صدى لحديثها... تحول مجدي لوحش كاسر يطيح بكل شيء... انتزع أكباس الكهرباء.. توحولت الشقة في ثواني الى ظلام دامس جرى الى غرفة نوم أمه حاول كسر دولاب ملابسها لإخراج النقود... حاولت الأم منعه ولكنه لكمها... بقوة حتى سالت الدماء منها... سالت الدماء بغزارة على فراشها أدركت أنها لن تستطيع مقاومته لأنه شرس فاقد البصيرة بعد ان بدأ في تحطيم أثاث المنزل قطعة وراء الأخرى. أسرعت الام الى التليفون... على بصيص الضوء من الشقق المجاورة تمكنت من الاتصال بشرطة النجدة وأبلغتهم بما يحدث لها من ابنها المدمن، وأنها خائفة أن يقتلها... على الفور اهتم رجال الأمن بالبلاغ وفي دقائق معدودة وصلت سيارة النجدة الى مكان البلاغ وصعد الضابطان السلالم بسرعة واقتحما الشقة حاول مجدي مقاومتهما بشراسة لكنهما تمكنا من السيطرة عليه وشل حركته اقتاداه الى قسم شرطة العجوزة لتأمر النيابة بحبسه وإحالته الى محاكمة عاجلة.
ام هزاع