ربما ينجح قرار اسرائيل بشن هجوم بري اوسع مدى في لبنان في ارغام حزب الله على التراجع وربما يدمر المزيد من امكاناته لكنه يخاطر ايضا بجر اسرائيل الى حرب عصابات مكلفة. ومع وجود القليل نسبيا الذي يمكن ان تعرضه اسرائيل على العالم بعد ثلاثة اسابيع من القتال حتى الان فانه من غير الواضح ايضا حجم ما يمكن لها ان تنجزه في فترة الاسبوعين التي تقول انها تحتاجها لاخراج حزب الله من معاقله الجبلية في جنوب لبنان.
ويقول محللون ان اسرائيل استدعت ثلاث فرق من الاحتياط قبل تحركها يوم الاثنين نحو توسيع نطاق الهجوم موضحة ان ما يصل الى 20 الف جندي يمكن ان يشاركوا في العملية العسكرية الموسعة.
وسيواجه هؤلاء ما يتراوح بين 2000 و 3000 مقاتل مدرب ومسلح جيدا لحزب الله الذين اثبتوا انهم قوة منظمة قادرة على احداث مفاجات وايقاع خسائر في صفوف القوات الاسرائيلية خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.
ولقي 33 جنديا اسرائيليا حتفهم في القتال حتى الان بينهم ثمانية قتلوا في كمين لحزب الله في بلدة بنت جبيل في الاسبوع الماضي. وافادت وسائل الاعلام العربية ان هناك ثلاثة اخرين قتلوا في اشتباك غرب بنت جبيل اليوم الثلاثاء.
وقالت روزماري هوليس خبيرة شؤون الشرق الاوسط في مركز ابحاث تشازام هاوس البريطاني "الموقف اصبح يبدو بالنسبة لاسرائيل مثل مأزق لا فكاك منه". وقالت "لم يكونوا قادرين على اخراج مقاتلي حزب الله من خنادقهم في منطقة الحدود بقوة النيران وحدها لذا فانهم الان سيمضون في الهجوم البري والقتال يدا بيد الذي سيكون مناسبا لمقاتلي حرب العصابات. ومهما حدث فان حزب الله سيدعي النصر".
وتقول مصادر سياسية اسرائيلية ان العملية العسكرية ترمي الى تأمين رقعة تتراوح بين 6 و7 كيلومترات من جنوب لبنان. لكنهم يقولون ان المخططين استبعدوا التحرك شمالا الى نهر الليطاني على بعد 20 كيلومترا داخل البلاد والذي اشير اليه من قبل على انه هدف للعمليات.
ويقول خبراء عسكريون ان الهدف ليس فقط تدمير اكبر قدر ممكن من حزب الله ودفع مقاتليه الى الشمال ومنعهم من اطلاق صواريخ على اسرائيل وانما ايضا خلق احساس بالنجاح الذي لا يزال ناقصا بطريقة مؤلمة. وهناك ايضا الحاجة لان تستولي اسرائيل على ارض لبنانية وتسيطر عليها وفقا لشروطها وفي اقصر وقت ممكن قبل اي اتفاق يحدث في مجلس الامن الدولي لوقف لاطلاق النار قد يترك اسرائيل او لا يتركها في وضع مسيطر.
وقال اوري درومي الضابط السابق في سلاح الجو الاسرائيلي الذي يعمل الان مديرا للفرع الدولي لمعهد الديمقراطية الاسرائيلي "الجيش في حاجة الى القدرة على ان يبين لحزب الله انه اذا تحرشت باسرائيل فهذا ما سوف يحدث له". وقال "بالاضافة الى ذلك نحتاج الى ان نبقى هناك حتى اذا قال احدهم امريكا مثلا :كفي، يمكننا ان نقول: حسنا اذا اردتم ان نخرج فان على حزب الله ان يخرج ايضا، وهذا يضع اسرائيل في موقف افضل للمساومة".
ومع ذلك فمثل هذه الاهداف التكتيكية لا تكون يسيرة المنال فقد اندفعت القوات الاسرائيلية حتى الان الى ما لا يزيد عن اربعة او خمسة كيلومترات في منطقة صغيرة واحدة من لبنان وليس عبر الحدود كلها التي تمتد لمسافة 70 كيلومترا ومع ذلك فقط تكبدت بالفعل خسائر كبيرة.
العربية
JOKAR
العرض العادي
