السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
هذه القصة قديمة، وهي من أفظع القصص لما فيها من الوحشية، وهي قصة خلوج ابن رومي.
كان ابن رومي تاجراً كبيراً من أهل الاحساء وعنده منائح ابل في حوش، وكان له ولد وحيد لم يشأ الله
أن يرزقه غيره، وكان هذا الولد غالٍ عنده، فجاء الولد الصغير عند الإبل، فرمحته احدى النياق، وتوفي
بعدها فما كان من ابن رومي إلا أن ذبح ولد الناقة التي رمحت ابنه أمامها فاخجلت عليه، وظلت تحن
حتى نفذ شحمها، ثم لقحت ثانية وبعدما ولدت ولدها وعرفته ذبحه أمامها، وهكذا صار يعاملها ثلاث
مرات وفي آخر مرة ماتت بعد ذبح حوارها، وقام ابن رومي وشرع في فتح صدرها فوجد الكبد قد ذابت
وتفتت. فلما شقوا بطنها وجدوا كبدها يابسة من شدة الحزن. وهكذا صارت خلوج ابن رومي مضرباً
للمثل عند الشعراء ومن ذلك قول الشاعر فهاد العاصمي وقد نزل بالاحساء بسبب الحاجة التي مسته
وأبعدته عن قبيلته، ولم يكن عنده غير واحد اسمه نصار أخذ فهاد يخاطبه بالأبيات التالية:
ياونـة ونيتهـا يابـن نصـار
ماونها مثلي خلوج ابن رومـي
كنى من الفرقا على كير بيطـار
شبوبه ارطاء والستاد مهمومي
صدري كما نجر زعول وجضار
نفسه على مهواة نفس محمومي
من عقب ماني قنب صرت كمبار
سبحان من له في عبيده حكومي
ياوينهم ربعي هل الكيف والكار
اللي عليهم دارجـات اعلومـي
والي نزلنا منـزل فيـه نـوار
ذا مقبل يمـي وهـذا يقومـي
مزحي عليهم ما يجي فيه تنكار
ما أحد يبرق في ملاوي اعلومي