نحن نكتب لأننا نريد أن نغني الروح، أن نغسل قلوبنا التي أرهقتها المسافات، أن نخلق من الحروف جسورًا نعود عبرها إلى أنفسنا.
والكلمات التي نحملها ليست مجرد أحرف، بل هي أفكارنا التي تطير في السماء، تنثر الفرح كالأمطار، وتغني الحزن كالشعر. هي الأمل حين يضيق الصدر، وهي الرجاء حين يخيم الليل. وفي كل كلمة تُكتب، هناك حياة تولد، لا تُشبه غيرها، ولا تموت أبدًا
أنا هنا لأفجر الصمت بكلمات، ولكني لن أضمن ماسيحدث بعدها..!
أحيانًا تكون الكلمات هي الرفيق الوحيد الذي يخفف عنّا، لكن الأهم أن نصل إلى مرحلة نروي فيها قصصنا بروح صافية دون أن تغمرنا الذكريات. الشفاء ليس غياب الألم، بل القدرة على التعايش معه بسلام.
هناك كلمات نُخفيها بين ضلوعنا كأنها أسرار الكون، تخشى أن تُقال فتُصبح أقل وزنًا مما نشعر به.
كلمات تدور في أذهاننا كنجومٍ لا تهدأ، تُضيء ليل أفكارنا وتُعيد تشكيل ملامح أرواحنا.
هي ليست مجرد حروف، بل مشاعر تهرب من أن تُمسَك، وأحلام تراوغ الزمان، وذكريات تستقر كغيمةٍ في سماء الوجدان.
في خواطرنا كلامٌ لا يُكتب، لأن القلم يُخفق أمام بوحٍ يفوق الوصف، ولأن الروح تظل أصدق حين تهمس بدل أن تصرخ.
هي تلك اللحظات التي نُحدّث بها أنفسنا، ونكتفي بصمتٍ يختصر العالم، ويُخبرنا أننا وحدنا نفهم ما في خواطرنا