[glow=cc0033]
[align=center]
طالبت الإعلامية والأديبة حليمة مظفر , بعد إلقاء الأجهزة الأمنية بالجوف القبض على شاب مراهق كان وراء إحراق الخيمة الثقافية , بالبحث عن الفاعل الحقيقي الذي شحن هذا الشاب بالأفكار التكفيرية وجعله يقدم على هذا العمل التخريبي.
وقالت "حليمة" في مقال لها بجريدة "الوطن" بعنوان "مراهق".. "من أحرق خيمة الجوف, لقد آلمني كثيراً خبر القبض على مراهق شاب ما يزال طالباً في المرحلة المتوسطة تم التغرير به، وشحنه عاطفياً وتحريضه بما لا يطيق كاهله، لكي يُزج به في عمل تخريبي تمثل بإحراق خيمة الأنشطة الثقافية في النادي الأدبي بالجوف، لإلغاء الأمسية الشعرية التي تقررت إقامتها في النادي منذ أربعة أشهر بسبب مشاركتي بها".
وأضافت "حليمة" قائلة : "بقدر انشراحي للإمساك بالفاعل حين هاتفني وأخبرني الأستاذ إبراهيم الحميد رئيس نادي الجوف الأسبوع الماضي؛ بقدر حسرتي عليه حين عرفت بالأمس أنه مجرد مراهق ذنبه أنه وثق بمن شحنوه ضد الأمسية، وذلك ما يشير إلى أنه ما يزال بيننا من يحملون الفكر التكفيري والإقصائي ويعملون بجهد خبيث لنشره، واختطاف فكر أبنائنا من أحلامهم وطموحاتهم مستغلين جهلهم؛ ليرموا بهم في جهنم المواجهة التخريبية لتحقيق مآربهم الإجرامية ضد الآخر، فيما يبقون هم في خط الأمان الخلفي؛ يتمتعون بحرية الحياة مع أبنائهم وزوجاتهم".
وقالت : "إن الشاب المراهق الذي أمسك به كان قد حضر الأمسية التي أقمناها منذ شهر ضمن الشبان العشرين الصغار الذين حضروا بمرافقة ما يقارب خمسين شخصاً متديناً، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا الشاب هو الفاعل الحقيقي أم يقف خلفه آخرون فكروا وخططوا وهم الفاعلون الحقيقيون لهذا العمل الإجرامي وما صاحبه من تهديدات القتل، وكان هو مجرد أداة لفكر تكفيري متشدد غرس في رأسه ووجدانه نتيجة جهله؟ وبالتالي الإمساك بهم هو المأمول، ومحاسبتهم بأشد عقوبة، فجريمتهم ليست فقط في التحريض على حرق الخيمة وتصفية المثقفين، بل جريمتهم الكبرى هي اختطاف عقول أبنائنا وتحويلهم لقنابل تهدد أمن المجتمع وحياتنا وقبل ذلك الإساءة إلى ديننا المتسامح العظيم بهكذا تفكير".
ووجهت حليمة مظفر الشكر للأجهزة الأمنية و شرطة المنطقة؛ وقالت : "لكن دورها الأكبر الآن هو الإمساك بالفاعلين الحقيقيين الذين وقفوا خلف هذا المراهق وهو ما وعدت به في خبر الأمس في الكشف عن تفاصيل الحادثة، كما تشكر إمارة منطقة الجوف على متابعة ذلك ممثلة بالأمير فهد بن بدر، والذي أسعدنا بعد الحريق بتعزيز الدور الثقافي بالمنطقة بإقامة مشروع كبير تمثل ببناء مركز ثقافي بالجوف بقيمة عشرين مليون ريال. وكنتُ قرأت منذ فترة خبراً عن قيام إدارة التربية والتعليم بالجوف بعد الأمسية وظهور المراهقين في صور يدرك من يراها على اختطاف تفكيرهم، على إقامة ورش لتفعيل الحوار بين طلاب المدارس بهدف تعزيز التسامح والحوار، لكن المشكلة لا يشبعها هذا الحل، إذ ينبغي البحث عن جذورها الخبيثة، من خلال مراقبة ما يروجه البعض بين الشباب، للتعرف على حاملي هذا التفكير الخبيث، فصاحبه أشبه بسرطان ينبغي استئصاله من المجتمع".
[/align][/glow]
العرض العادي
