الخاطرة الأولى
والله إن الخواطر فيك تجول والكل بمقدمك مشغول وعما فرط فيك لمسئول ،رمضان يا شهر القرآن ، فيك
نرجو رحمة المنان ونطلب العفو والغفران ، في رمضان عتق من النيران وتقريب من الجنان ، في رمضان
تصفو النفوس وتسمو الأرواح ، والكل يتعبد في الغدو والرواح ، ففي نصب العبادة للروح أفراح ، وفي أفياء
المغفرة وقبول العمل للمؤمن مستراح ، ولأن العمر محدود ،جُعل الأجر ممدود ، في مواسم للخير تعود ، من
اغتنمها فاز بثوابها وعظيم جزائها ومن فرط وضيع خاب وخسر ولأشرف الأوقات هدر .
في رمضان المساجد تزدان بالعباد والقراء في كل وقت وآن ، فما غير صوام نهار قوام ليل عمرت قلوبهم بالإيمان.
الأشواق تزداد والقلوب في اتقاد ، وكم من المشاعر والخواطر والوجد والحنين لابد وأن نترجمها لكلمات نقرؤها
لنشحذ الهمم ونمتطي صهوة القمم وندوس على الصغائر والكبائر واللم بكلماتك النيرة ومشاعرك المتقدة قد
تحيي بإذن الله قلبا، وتهدي بمشيئة الله نفسا ، قد تجد كلماتك صداها وطريقها ومبتغاها عند نفوس أعيتها
دنياها فتستوقفها حروفك المفعمة وعباراتك النابضة فتغذ السير نحو درب الحق والخير فلا تتردد في البوح
فإنكِ لا تدري أي أعمالكِ أعظمها أجرا .