بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً
أما بعد:
إن انتشارَ الرضا بدين الله في أرضه لهو مظنّة سعادة المجتمعات المسلمة برمّتها،
ومتى عظّمت الأمة دينها ورضيت به حكَمًا عدلاً في جميع شؤونها أفلحت
وهُدِيَت إلى صراط مستقيم.
وإن واقعَ مجتمع يشدّ الناسَ إلى التديّن ويذكّرهم بحقّ الله
وتُشَمّ رائحة التديّن في أروقته لهو المجتمع الرضيُّ حقًّا
المستشعرُ ضرورةَ هذا الدين له كضرورةِ الماء والهواء؛
لأن كلّ أمّة تهمل أمرَ دينها وتعطّل كلمةَ الله في مجتمعها فإنّما هي تهمل
أعظَم طاقاتها وتعطِّل أسباب فلاحها في الدنيا والآخرة.
فيا لله العجب كيف يتحلَّل أقوام عن دينهم ويستخفّون به
ويقعدون بكلّ صراط يوعدون
ويصدون من آمن به يبغونها عوجًا؟!
ويا لله العجب كيف يتوارى أقوام بدينهم ولا يظهرونه إلا على استحياءٍ أو تخوّف؟!
أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوةَ الإيمان:
أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما،
وأن يحبَّ المرء لا يحبّه إلا لله،
وأن يكرهَ أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار))
رواه أبو داود والنسائي؟!
ألا ما أعظمَ الأمةَ الواثقةَ بنفسها الراضيةَ بربها ودينها ورسولها صلى الله عليه وسلم،
تردّد في سرِّها وجهرها:
"رضينا بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً".
أيها الأحبة الكرام أعضاء المنتدى والزوار الكرام للمنتدى:
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح:
((كلُّ أمتي يدخل الجنّةَ إلا من أبى))،
قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟!
قال: ((من أطاعني دخل الجنّةَ، ومن عصاني فقد أبى)).
إنّه لا أقبحَ ولا أخزى في العصيان من معارضة سنته صلى الله عليه وسلم
بالهوى أو الشهوة
أو تقديم العقل عليها
أو التشكيك فيها
كما وقع في أتُّون ذلكم فئامٌ من الناس على وجه الحيلة وهم لا يهتدون سبيلا،
وبالأخصّ في جملةٍ من المسائل التي يبني عليها المسلمون مرتكزاتهم وثوابتهم الشرعية،
وذلك من خلال الترويض على استسهال نقد نصوص السنّة
دون مسوِّغٍ شرعيّ يجب الرجوع إليه
والجرأة على مواجهتها ووصفها بأنها تخالف المعقول تارةً
أو لا تلائم واقعَ الحال تارات
بل لقد شرق أقوامٌ بالسنة النبوية حتى أضحت شوكةً في حلوقهم،
فيا لله العجب
فيا لله العجب
فيا لله العجب
إذا كان يسعى إلى الماء من يغصّ بلقمةٍ واحدةٍ
فإلى أيّ شيء يسعى من يغصّ بالماء ذاته؟!
فالله المستعان، ولا حول ولا قوّة إلا بالله.