مَسَاءْ الْجُورِيْ
الْمَرْأَةُ
الْمَرْأَةُ كَأْسٍ شَفَّافَ يَجِبُ أَنْ تَفْهَمَهْ حَتَّىَ لَا تَكْسِرْهُ
بِدَايَّةِ هَذَا الْتَشَابُهِ أَنِ هَذَا الْكَأْسْ قَوِيٌّ وَيَتَحَمَّلُ ظُرُوْفْ كَثِيْرَةً
لَكِنْ بِلَحْظَةٍ قَدْ يَكُوْنُ قَابِلَ لِلْكَسْرِ الْسَّرِيْعُ
وَهَذِهِ الْمَرْأَةُ تَجِدْهَا قَوِّيَّة مُرَبِّيَةُ وَلَكِنَّهَا فِيْ لَحْظَةٍ مِنَ اللَّحَظَاتِ
تُصِيْبُهَا حَالَةٍ مِنَ الْضَّعْفِ الْشَّدِيْدِ الْمُؤَدِّيَ لِلْكَسْرِ
مِنْ جِهَةٍ أُخْرَىَ إِنَّ هَذَا الْكَأْسْ
إِنَّ وَضَعْتَ فِيْهِ عَسَلٌ فَأَنْتَ سَتَشْرَبُ الْعَسَلَ
وَإِنْ وَضَعَتْ فِيْهِ شَرَابٌ مُرَّ أَوْ مَاءٌ عَكِرَ
فَأَنْتَ سَتَشْرَبُ الْمُرِّ وَالْعَكَرُ لَا مَحَالَةَ
وَإِنْ وَضَعَتْ فِيْهِ مَشْرُوْبٌ حَارّ فَسَتَجِّنِيّ الْحَرَارَةِ
وَمَنْ جِهَةِ الْمَرْأَةِ فَهِيَ لَيْسَتْ بِبَعِيْدٍ عَنْ هَذَا الْكَأْسْ
فَإِنْ أُعْطِيْتَهَا الْحُلْوِ سَتَجْنِي الْحُلْوِ
وَإِنْ عَامَلَتْهَا بِالْمُرِّ الْعَكِرْ سَتَجْنِي الْمُرِّ الْعَكِرْ
وَإِنْ عَامَلَتْهَا عَلَىَ الْحَرَارَةِ فَسَتَجِّنِيّ حُرّا
قَاسِيْا وَإِلَا فَسَتَجِّنِيّ بَرْدَا
لِذَلِكَ الْلَّبِيبِ مَنْ يَضَعُ فِيْ هَذَا الْكَأْسْ الْحُلْوِ
لِيَشْرَبَ الْحُلْوِ
وَالْغَبيُ ألْمُغفَل
مَنْ يَضَعُ فِيْ هَذَا الْكَأْسْ الْمُرِّ الْعَكِرْ
وَيَنْتَظِرُ أَنَّ يَشْرَبُ شَرَابا حُلْوٌ
لِأَنَّ أَيْضا الْمَرْأَةَ إِذَا أَصَابَهَا خَدَشَ مِنَ الْصَّعْبِ أَنْ تُصْلِحَهُ
الْمَرْأَةُ مَخْلُوْقٍ رَقِيْقٌ
وَلَكِنَّهَا تَقْفُ شَامِخَةْ أَمَامَ الْصِّعَابُ !
الْمَرْأَةُ هَادِئَةً
وَتَنْقَلِبَ إِلَىَ بُرْكَانٍ عِنْدَ غَضَبُهُا
إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تُسَعِدَ حَيَاتِكَ
أَيُّهَا الْرَّجُلُ أَسْعَدَ مَنْ تَعِيْشُ مَعَكَ
فِيْ تِلْكَ الْلَّحْظَةِ سَتَكُوْنُ أَنْتَ الْأَمِيْرُ الْمُدَلَّلِ
وَهِيَ مِنْ تُفْنِيَ عُمْرِهَا فِيْ خِدْمَتِكَ
مَنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تُشْعِلَ الْمَرْأَةُ
أَصَابِعَهَا الْعَشَرَةِ لَكِ شُمُوْعٌ
فِيْ حَالِهِ وَاحِدَهْ فَقَطْ ؟
إِذَا أَحَسَّتْ أَنَّكَ تَسْتَحِقُّ أَنْ تُحْرِقَ أَصَابِعِهَا مِنْ أَجْلِكَ
وَلَا يَكْفِيْهَا إِحْرَاقِ الْأَصَابِعِ بَلْ مِنْ
الْمُمَكِّنْ أَنْ تُحْرِقَ عُمْرُهَا مِنْ أَجْلِكَ
وُدِّيّ