لندن- قدس برس
تستعد فرقة مسرحية بريطانية في العاصمة لندن، على وضع اللمسات الأخيرة على عمل مسرحي غنائي (أوبرا)، تروي قصة حياة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. وتُعتبر الأوبرا، والتي أُطلق عليها اسم "قذافي: الأوبرا"، من أوائل الأعمال المسرحية الإنجليزية، التي تعرض حياة زعيم عربي. وقد أمضت الفرقة المسرحية واسمها، "مؤسسة داب الأسيوية Asian Dub Foundation"، ما يقارب السنتين في التحضير للعمل المسرحي.
ويقول بعض النقاد إنّ الأوبرا تعتبر "مراهنة كبيرة" من قبل مسرح الأوبرا الوطني الإنجليزي، والذي سيقوم بعرضها على أكبر مسارح المدينة المعروف باسم "الكوليسيوم"، ولا تكمن سبب المراهنة على العمل في معالجته لشخصية حاكم يدور حوله جدل كبير وحسب؛ ولكن في الموسيقى التجريبية الحديثة التي سيتم استعمالها.
وتتخصّص الفرقة المسرحية في عرض أنواع موسيقية حديثة، تثير الكثير من الانتقادات من قبل المهتمين بالمسرح الغنائي العريق في بريطانيا. وتجدر الإشارة إلى أنه سيتم الاستعانة بموسيقيين مصريين وليبيين وغربيين، لأداء الموسيقى التي ستصاحب الأداء المسرحي.
وتروي الأوبرا، قصة العقيد معمر القذافي، منذ بداية وصوله إلى الحكم في ليبيا في أيلول (سبتمبر) عام 1969، عندما كان لا يتجاوز عمره 28 عاماً، وتتبع مراحله التاريخية، وصولاً إلى شباط (مارس) 2004، وهو تاريخ الزيارة الفريدة، التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، "لشرب الشاي" في خيمة العقيد القذافي بطرابلس.
ويذكر مؤلف العمل الغنائي، ستيف تشاندرا سافال، أنّ الأوبرا ستقدم كثيراً من التفاصيل، من بينها مقتل الشرطية البريطانية إيفون فليتشر، عام 1984، في مظاهرة أمام السفارة الليبية في لندن، وكذلك أحداث الغارة الأمريكية على ليبيا عام 1986، ثم تفجير طائرة تابعة لخطوط "بانام" الأمريكية فوق مدينة لوكربي، والدعم الذي قدمه العقيد القذافي للجيش الجمهوري الإيرلندي في الثمانينيات من القرن المنصرم. كما ستشمل القصة عدداً من الملامح الشخصية، منها النفط، والإرهاب، وحتى الحرس الخاص من النساء الذي يستعمله العقيد القذافي لحمايته.
تحوّل الشيطان إلى صديق مقرّب
وحول الأسباب التي دفعت المؤلف سافال، إلى اختيار العقيد القذافي من بين مئات المشاهير، والحكام، ليخصّه بهذا العمل؛ فإنه يجيب المؤلف بالقول "إنّ إدمان الغرب للنفط، يمنحه (القذافي) أهمية أكبر من المفترض، بمعنى آخر أنّ الغرب هو من شكّل الشيطان"، على حد نعته.
وستنحو الأوبرا، كما يقول القائمون عليها، للمسرح الجاد في تقديمها للقصة، عدا المشهد الأخير، والذي سيدور في خيمة القذافي لدى وصول طوني بلير لزيارته، إذ تمتزج الجدية بلمسة سخرية كوميدية، تتمثل في "تحوّل الشيطان، إلى صديق مقرّب"، على حد تعبير المؤلف.
يُذكر أن "مؤسسة داب الأسيوية"، فرقة مسرحية بريطانية تعمل في مجال المسرح الأوبرالي، وإنتاج الموسيقى الحديثة، ومعظم أفرادها من البريطانيين ذوي الأصول الآسيوية، وانطلقت قبل 13 عاماً، واقتبست جلّ أعمالها من التجاذبات العرقية والسياسية في بريطانيا والغرب عموماً.
وسيقوم بأداء دور العقيد القذافي، شاعر وممثل مسرحي ومغني راب إيرلندي، من أصول آسيوية، ويطلق على نفسه اسماً فنياً مستعاراً هو (JC-001)، ويبلغ من العمر أربعين عاماً.
كما ساهم في كتابة العمل المسرحي بالفرقة شان خان، أما الإخراج فسيكون لديفيد فريمان. وستعرض الأوبرا ستة عروض على مسرح الكوليسيوم اللندني، ابتداءً من 7 وحتى 16 أيلول (سبتمبر) القادم، أي عندما يكون القذافي على مشارف الأربعين عاماً من حكمه لليبيا.
JOKAR
العرض العادي
