يحصل أئمة مساجد على مكافآت مقابل القيام بهذه المهمة بينما البعض الآخر يقوم بها تطوعاً ولا يأخذ عليها أجراً.. لكن السؤال الذي يطرح: هل يجوز الحصول على هذه المكافأة خاصة لمن لديهم أعمال «صباحاً» ويقوم بالامامة «مساء»؟! وهل هذه المكافآت لا تدخل في مفهوم الراتب؟!
الشيخ الدكتور عبدالله الجبرين -عضو الافتاء سابقا- اوضح بداية أن «الاصل في الامامة والخطابة» انها وظيفة شرعية يقوم بها متبرع ولا يأخذ عليها أجراً دنيوياً، لكن اذا صرف لها رزق من بيت المال جاز أخذه ليكون سبباً في استمراره على هذا العمل وتفرغه له.
أعمال القُرب
ويتفق الشيخ الدكتور عبدالله المصلح مع ما قاله الشيخ الجبرين أن الاصل في أعمال العبادة أنه لا يتقاضى عليها أجراً لكنه اوضح أن هناك من العلماء من أجاز أخذ المكافأة لا من باب كونه يأخذ أجرة على «أعمال القُرب» ولكن من أجل تفريغ نفسه وانتقاله وتنقلاته واضاف قائلا: «في تقديري أن المسألة اذا أردنا أن نأخذها بشكل جاد تنتفع به الامة فعلينا أن نفرغ إمام المسجد للإمامة فقط ويبقى في مسجد «إماماً» يفتي من يمر عليه ويحل مشكلات الحي ويشرف على حلقات القرآن ويقوم بالتدريس لعموم الأمة فيما لا يجوز للمسلم أن يجهله من دينه «موضحاً أنه يجب في هذه الحالة أن يعطى للإمام ما يغنيه ويكفيه ويجعل يده عليا لا سفلى.
ليس موظفاً
ويوضح وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ أن الامام والخطيب ليسا موظفين بمعنى الموظف بل يقومان بهذه العبادة الشرعية ويأخذان عليها «رزقاً» او مكافأة من بيت المال لسد حاجتهما واعانتهما للقيام بهذا الواجب الشرعي مضيفا معاليه اذا كان الامر كذلك فهما يقوما بعبادة وعندنا ليس فيه مفهوم الموظف.. معقباً: نظام الدولة عندنا لم يدخل الائمة والخطباء حتى في نظام الخدمة المدنية على اعتبار الاصل الشرعي أنهم يقومون بعبادة، وأن الذي يقوم بعبادة لا يصلح أن يأخذ على العبادة أجراً، وقال: الصلة فيما بين الوزارة ومنسوبي المساجد لا نريد أن تكون صلة أمر ونهي، الذي ينبغي أن تكون الصلة هي صلة تطاوع، صلة تشاور، صلة تعاون، ومن له الولاية هو الاحق بالاجتهاد الاخير.
رزق
ويؤكد وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والارشاد الدكتور توفيق السديري أن المكافأة التي تعطى لبعض أئمة المساجد ليست «راتباً» بل هي «رزق» من بيت المال يمنحه اياه ولي الامر تقديرا لهم مشيرا أن الوزارة لديها 72 ألف مسجد لا يحصل جميعهم على مكافآت بل إن الكثير منهم متطوعون.
ويوضح أحد أئمة المساجد «يحصل على مكافأة» الشيخ احمد العمري الامام الذي يتقدم لوظيفة الامامة يخضع لبعض الضوابط مثل التأهيل الشرعي وحفظ القرآن او اجزاء منه مشيرا الى أن هذه المكافأة لا تعد شيئاً نسبة لما يقوم به الامام من جهد فالأئمة يبذلون جهوداً كبيرة في مساجدهم لا تقارن بالمكافآت التي يحصلون عليها.
عكاظ
JOKAR
العرض العادي
