مما يبهج، هو وصول سوق الأسهم بالأمس الى حجم مرتفع من القيمة الإجمالية المدورة، حيث لم تصل إليها منذ أواخر فبراير الماضي، لكن ما هو غير مبهج هو ما ستنشئه الأحجام المتدفقة من السيولة من مصاعب قد ينتج عنها متاعب.
وكيفية تغيير اتجاه المستثمرين الى طرق التعامل الصحيحة مع السوق، والاستثمار وفقا لأساسياتها، سيكون في غاية السهولة، لو وجدت الثقافة الاستثمارية لدى المتعامل، بحيث يستلهم منها ما ينبغي عمله، وما يجب تجنبه.
ويلمس المراقب للسوق أن هناك استغلالا لجهل شرائح غير قليلة من المتعاملين، وما وجود محاولات لايقاعهم في أنماط محددة من السلوكيات، الا دليل واضح على أن لغة الارباح السريعة هي المسيطرة، ولايهم ان كان وراءها خسائر سريعة أم وراءها ماوراءها!
وباختصار، وبوضوح شديد، فإن النظرة الى السوق حسب ما هو قائم حاليا هي نظرة قاصرة طالما اعتمدت على الارباح السريعة، دون وجود أي توجه استثماري سواء طويلا أو قصير المدى، ومن الخطورة أن تتفشى تلك الظاهرة، لأنها لا تنزع السوق من جدواها فحسب، وانما تزعزع ثقة مستثمريها.
وطالما أن المضاربات المحمومة تسيطر على السوق، والانجراف نحوها قائم، فإن المخاطر تزداد، وابقاء السوق بعيدا عن المضاربات هو أمر لا يمكن تحقيقه، لأن ذلك يخضع لقناعات المتعاملين قبل أي شيء آخر.
والانزعاج من الانجراف نحو المضاربات المحمومة، ليس وليد هذه الاوقات، وعندما تغيب لغة العقل من الاسواق المالية، فإن الخواص التي اختصت بها كقنوات استثمارية مهمة تتلاشى.
والوتيرة المتسارعة في صعود أسهم المضاربات، هي وتيرة مقلقة وقد يظهر وراءها ما كان مخفيا، ومن يروج الاشاعات لترويج محافظ لديه، سيأتي غدا ليطيل صوته، ويعبر عن ضجره، لما وصلت اليه حال تلك الأسهم بمجرد افراغه لتلك المحافظ.
والوقفات الهادئة والتبصر بما آلت اليه أوضاع السوق هو مطلب مهم، وأي تحييد لأسهم المضاربات، واتجاه لأسهم لم تأخذ حقها كأسهم النمو والارباح، سيعطي للمتعاملين أمل بأن السوق مؤمل منها أن تعود وتقف على النسق الطبيعي لها.
الرياااااااااااااااااااض