العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
إضافة رد
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2013, 06:42 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

مشرفة أقسام

 
الصورة الرمزية غيوض
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

غيوض غير متصل


الإنسان بشر، يعتريه الخطأ والنسيان،

فالإنسان بشر، يعتريه الخطأ والنسيان،
والضعف والقوة، ويقع منه الخطأ والمعصية، وليس ذلك عيبا،
ولكن العيب هو التمادي فيه، أما إذا عرف الحق ورجع إليه فهذه منقبة له،
لحديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين
التوابون" (رواه ابن ماجة والدارمي وحسنه الألباني).

والمطالع لسير السلف الصالح رضي الله عنهم يجدهم ممن قلَّت أخطاؤهم،
ومع ذلك فهم أحق الناس بأن يكونوا ممن قال الله تعالى فيهم:
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ}[الأعراف: 201]،

هذه المبادرة إلى التوبة، وتلك المسارعة إلى الرجوع للحق، هي ولا شك خير من التمادي في الباطل
استجابة لأهواء النفوس، ونزعات الشياطين، وتكبراً عن الاعتراف بالخطأ لاسيما عند الخصومات.


اختلاف الطبائع عند كثير من الناس:

كثيراً ما تكون الطبائع التي لم تُهذّب سبباً من أسباب زلة القدم، والوقوع في بعض الخصومات،
والجدال، ومن المعلوم أن طبائع الناس وأخلاقهم تختلف اختلافاً كبيراً بيِّناً، فمنهم السهل ومنهم الحزن،
ومنهم المتواضع ومنهم المتكبر، ومنهم سريع الغضب قريب الرجوع إلى الحق، فهذه بهذه،
ومنهم من يكون بطيء الغضب بطيء الفيئة فهذه بهذه.


لكن مما لا شك فيه أن خيرهم بطيء الغضب سريع الفيئة، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيئة،
الذي لا يكاد يقر بخطأ، أو يعترف بذنب، فيبدي الأسف، أو يبادر بالاعتذار،
فنفسه الأمارة بالسوء قد غلبته وقهرته فلم تدع له مجالاً لسرعة الرجوع إلى الحق.

أخي واختي في الله:
اضبط عواطفك، وعد إلى الحق بسرعة، فحبل الخيرية بيدك أيها المؤمن،
وما عليك إلا أن تضبط عواطفك فلا تغضب ولا تسيء، وإن لم تتمالك نفسك فلا يطل عليك الأمد،
ويتراكم على قلبك الران، وإنما تفيء إلى دائرة الحق بسرعة، وترجع إلى جادة الصواب على عجل.

ولم يخل مجتمع من المجتمعات من الخصومات والجدل، والنزاع مع خلق الله عز وجل،
قد يكون مع أهله وزوجته وأبنائه، أو مع جيرانه، فعليه أن يلزم الحلم والصفح فإنهما صفتان عظيمتان،
وقد امتدح الله عز وجل العافين عن الناس فقال:
{الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
[آل عمران: 134]،

وقال: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}
[الشورى: 40]،

وتعرض الأعمال يوميّ الاثنين والخميس فيغفر لكل مؤمن إلا المتخاصمين
لحديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت
بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا، أنظروا هذين حتى يصطلحا،
أنظروا هذين حتى يصطلحا" (رواه مسلم).

والمتوقع من المؤمن الصادق أنه يسرع في الرجوع والعفو والصفح،

ويسابق إلى الصلح، أما من يلجُّ في الخصومة، ويغرق في التمادي فقد ثبت في الصحيح عن
عائشة رضي الله عنها: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم"

(البخاري ومسلم)، وفسره الإمام النووي رحمه الله فقال: "(الألد) شديد الخصومة،
مأخوذ من لديدي الوادي وهما جانباه، لأنه كلما احتج عليه بحجة أخذ في جانب آخر، (الخصم)
الحاذق بالخصومة، والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق، أو إثبات باطل".

بل إن من صفات المنافق أنه: إذا خاصم فجر لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال:
"أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:
إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" (البخاري ومسلم)

، والفجور الميل عن الحق، والاحتيال في رده، وكم يكون عظيماً ذلك الذي يذل للمؤمنين،
ويؤوب إلى الرشد، ويعجل إلى ربه، ويرجع ليرضى عنه.

ولقد ضرب أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مثلاً رفيعاً في سرعة الفيئة حين علم أن

مسطح بن أثاثة الذي يأكل من نفقة أبي بكر كان قد شارك في اتهام ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها
بحديث الإفك، فأقسم أبو بكر ألا ينفق عليه، فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
:

"حين قال لها أهل الإفك ما قالوا، فبرأها الله مما قالوا، فأنزل الله: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ}[النور: 11]

العشر الآيات كلها في براءتي، فقال أبو بكر الصديق - وكان ينفق على مسطح لقرابته منه -:
"والله لا أنفق على مسطح شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة"،

فأنزل الله: {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى}[النور: 22] الآية،

قال أبو بكر: بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه،
وقال: والله لا أنزعها عنه أبداً" (البخاري).


الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل:

وليس العيب الوقوع في الخطأ إذ "كل بني آدم خطّاء، وخير الخطاءين التوابون"،
وإنما تكمن المصيبة في الإصرار على الخطأ، والتمادي في الباطل، مع أن أبواب الرحمة مُفتّحة تدعونا
لسرعة التوبة فعن أبي موسى رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

"إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل،
حتى تطلع الشمس من مغربها" (مسلم)،

وتستطيع تجاوز العقبة بأن تكون صريحاً مع نفسك، وتعترف بخطئك، وهذه بداية طريق التوبة
والرجوع إلى الله، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه، وإذا كان ربنا يدعونا إلى سعة رحمته،
ويقابل ضعفنا وإساءتنا بإحسانه، فما الذي يؤخرنا عن إصلاح أنفسنا،
وما الذي يحول بيننا وبين الرجعة السريعة، والتوبة النصوح؟


وقد جاء في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي،
وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبراً تقربت إليه ذراعاً،
وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة". (البخاري).


أيها العبد المؤمن بادر بالتوبة إلى الله عز وجل، وإياك ثم إياك والتسويف.

إن الذي يحول دون التعجيل بالتوبة هو الوقوع في قيد الإصرار، ولقد بوب الإمام البخاري رحمه الله
أحد أبواب كتاب الإيمان بقوله: "باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، وما يُحذر من الإصرار
على النفاق والعصيان من غير توبة لقول الله تعالى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}
[آل عمران: 135]"،

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله على هذا الباب:
"وكأن المصنف لمّح بحديث عبد الله بن عمرو المخرج عند أحمد مرفوعاً قال:
"ويل للمصرّين الذي يصرّون على ما فعلوا وهم يعلمون"

أي:
يعلمون أن من تاب تاب الله عليه، ثم لا يستغفرون، قاله مجاهد وغيره"، وصورة الإصرار هي العزم
على معاودة الذنب، وعدم الإقلاع بالتوبة إلى الله منه، والله أعلم.


فهل يختار المؤمن مصير الويل والهلاك أم يقاوم هواه ويستعلي على نزوات الشيطان لينطلق
من قيدها ساعياً إلى رحمة الله؟

فإذا أسأت فأحسن، وإذا أذنبت فاستغفر؛
لعل عملك يشهد لك بالسرعة في طاعة الله،
وإذا أخطأت في حق أحد فبادر بالاعتذار، قبل فوات الأوان، وقبل أن تصل الروح إلى الحلقوم،


عند ذلك لا ينفع الندم قال الله تعالى:
{فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ *وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ}
[الواقعة: 83-85].


أخي واختي في الله: أما ذكرت أنك ميت، وأن الموت لا مفر منه.

نسأل الله تعالى أن يبصرنا بعيوبنا، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه،
ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين،
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.




المصدر اسلام ويب







التوقيع



شكرًا سليكو

رد مع اقتباس
قديم 06-03-2013, 10:28 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو
 
الصورة الرمزية الغند
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الغند غير متصل


جزيتي خيرا ياغيوووووووض
الله يرضى عليك







التوقيع


الغنـــــــــــــد
رد مع اقتباس
قديم 06-04-2013, 12:08 AM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية سلومة
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

سلومة غير متصل


جزاك الله خير غيوض ربي يسعدك

لك ودي







رد مع اقتباس
قديم 06-04-2013, 03:44 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

مراقبه عامه

 
الصورة الرمزية وتم بعيد
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

وتم بعيد غير متصل


يعطيك العافيه على دا الطرح القيم
الله يجزاك الجنه ولايحرمك الاجر
ربي يسعدك وينور دروبك
ولايحرمنا روعة طرحك ،






التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2013, 04:12 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

مشرفة القسم الاسلامي

 
الصورة الرمزية غدق
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

غدق غير متصل


_








سبحآن من بيده آلقلوب والأبصآر
يقلبهآ كيفمآ يشآء نسأل الله الإيمآن
آلخآلص وآلمعآفآة آلدآئمة
...
شكراً كثيفة للإفآئدة







رد مع اقتباس
قديم 06-04-2013, 01:31 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو

مراقبة

 
الصورة الرمزية رواء الروح
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

رواء الروح غير متصل








بارك الله في عمركِ أيتها النقيّه
ولاحرمنا الله وآياكِ الجنة ونعيمها
شكراً ي حبيبة







التوقيع






"الله يكتب لنآ بعد الأمآني ألف ميعآد "

رد مع اقتباس
قديم 06-04-2013, 01:33 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو

مشرف حرف من مزن السماء

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

المحيط غير متصل


الله يجزاك خير والله يكتبلك الاجر ولوالديك انشالله







رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 07:43 AM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية ظل السحاب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ظل السحاب غير متصل


نعم الخطأ والنسيان من طبع البشر

ولكن الخطأ التمادي في مثل هذه الامور والتساهل بها

تشكرين اختنا الفاضله







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-05-2013, 09:35 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو

مراقبة الاقسام العامه

 
الصورة الرمزية Najla
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

Najla متصل الآن




غيوض


جزاك الله خير

الله يعطيك العافية

احترامي لك






التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 06-06-2013, 01:49 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية صمت الحنآيا
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

صمت الحنآيا غير متصل


جزاك الله خير ولاحرمك الاجر ..







رد مع اقتباس
قديم 06-06-2013, 12:32 PM   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو

شــاعرهـ_اداريه

 
الصورة الرمزية على النيه
 

 

 
إحصائية العضو







اخر مواضيعي
 

على النيه غير متصل


الله يجزآك خير ,,,







التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2013, 06:35 PM   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو

مشرفة أقسام

 
الصورة الرمزية غيوض
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

غيوض غير متصل


ولكم بالمثل
شاكره مروركم
تقديري







التوقيع



شكرًا سليكو

رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:54 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir