اهلا ورحب بالاستاذ الكريم
سيدي الكريم لقصة والمناسبة
وقائلها :
محمد بن عمار المهري الأندلسي الشلبي .
والمهري نسبة على (مهرة) وهي قبيلة عربية من قضاعة ،
و (الشلبي) نسبة إلى مدينة (شلب) بالأندلس ،
وهي موطن ابن عمار .
استوزره المعتمد بن عباد ولقبه بذي الوزارتين ،
أي وزارة السيف والقلم ، وكان يأنس إليه ويستمتع بأدبه وشعره .
كلفه المعتمد الاستيلاء على مدينة (مرسية) فاستولى عليها مستعينا بالملك (الفونسو) ملك قشتالة لقاء مال وفير تعهد المعتمد بدفعه إليه ، كذلك استعان بعبد الرحمن بن رشيق ، أمير حصن (بلج) .
ولما استولى ابن عمار على (مرسية) بمعونة الفونسو وابن رشيق واستخلصها من أميرها عبد الرحمن بن طاهر ولاه المعتمد عليها فاستقل بها وعصى المعتمد وأخذ يهجوه ويهجو زوجته (الرميكية) ، ولم يلبث أن تغلب عليه ابن رشيق وأخرجه من (مرسية) فلجأ أولا إلى (الفونسو) وبقي في بلاطه زمنا ،
ثم سار على (سرقسطة) لاجئا إلى أميرها ابن هود ، وقد تلطف المعتمد بالحيلة في القبض عليه ، فلما وقع في يده سجنه ثم قتله بيده ، كان هو وابن زيدون فرسا رهان في التصرف في فنون البيان .
كان ابن عمار شاعرا مبدعا ، جيد السبك ، في معانيه صور فنية رائقة ، ومعان ممتعة
هجا المعتمد! وهجا زوجته الرميكية! ثم أخذ يستعطفه حين قبض عليه وسجنه .
فمن هجائه للمعتمد قوله:-
وكنت انا احب هذين البيتين المطابقين لواقعنا والله وكنت رددها بيني وبين نفسي
مما يزهدني في أرض أندلس + أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها + كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
والكثير يستعير هذه الأبيات في مقالاته وكتاباته، ربما دون معرفة قصتها وانا واحد منهم