[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:rgb(0, 0, 139);"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
قال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ
أَن ْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اﻷنْهَار
وقال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
يَا أَيُّهَا النَّاس تُوبُوا إِلى اللَّهِ واسْتغْفرُوهُ فإِني أَتوبُ في اليَوْمِ مائة مَرَّة
وقال رسول الله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
إِن الله تعالى يبْسُطُ يدهُ بِاللَّيْلِ ليتُوب مُسيءُ النَّهَارِ وَيبْسُطُ يَدهُ
بالنَّهَار ِ ليَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مغْرِبِها
امر من الله ومن رسوله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه اعلم اين طريق
صﻼحنا من انفسنا والحبيب صلى الله عليه وسلم رسول الهدى
والرحمه يأمرنا بالتوبة واﻻستغفار وباب التوبة مفتوح فهل دخلناه قبل فوات اﻻوان ؟
هيا بنا نعزم ومن اﻵن على المسير الى الله تعالى لنسعد
ونفلح في الدنيا واﻻخرة بعد توفيق الله تعالى
فماهي التوبة وماشروطها وكيف نسير على هذا الطريق ؟
شروط التوبة :
اﻷول :
اﻹقﻼع عن الذنب فوراً
الثاني :
الندم على ما فات
الثالث :
العزم على عدم العودة
الرابع :
إرجاع حقوق من ظلمهم أو طلب البراءة منهم
أموراً أخرى مهمة في التوبة النصوح منها :
اﻷول :
أن يكون ترك الذنب لله ﻻلشيء آخر كعدم القدرة عليه أو على معاودته أو خوف كﻼم
الناس مثﻼً فﻼ يسمى تائباً من ترك الذنوب ﻷنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس أو
ربما طرد من وظيفته وﻻ يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته كمن ترك الزنا
أوالفاحشة خشية اﻷمراض الفتاكة المعدية أو أنها تضعف جسمه وذاكرته
وﻻ يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة ﻷنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة
الرشوة مثﻼً وﻻ يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات ﻹفﻼسه وكذلك
ﻻ يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية ﻷمر خارج عن إرادته كالكاذب إذا أصيب بشلل
أفقده النطق أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده
أطرافه بل ﻻبد لمثل هذا من الندم واﻹقﻼع عن تمني المعصية أو التأسف على فواتها
ولمثل هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الندم توبة)
الثاني :
أن تستشعر قبح الذنب وضرره وهذا يعني أن التوبة الصحيحة ﻻ يمكن معها الشعور باللذة
والسرور حين يتذكر الذنوب الماضية أو أن يتمنى العودة لذلك في المستقبل وقد ساق
ابن القيم رحمه الله في كتابه الداء والدواء والفوائد أضراراً كثيرة للذنوب منها :
حرمان العلم - والوحشة في القلب - وتعسير اﻷمور - ووهن البدن - وحرمان الطاعة -
ومحق البركة - وقلة التوفيق - وضيق الصدر - وتولد السيئات - واعتياد الذنوب -
وهوان المذنب على الله - وهوانه على الناسولعنة البهائم له - ولباس الذل - والطبع
على القلب والدخول تحت اللعنة - ومنع إجابة الدعاء - والفساد في البر والبحر-
وانعدام الغيرة - وذهاب الحياء - وزوال النعم ونزول النقم - والرعب في قلب
العاصي - والوقوع في أسر الشيطان - وسوء الخاتمة - وعذاب اﻵخرة
وهذه المعرفة ﻷضرار الذنوب تجعلك تبتعد عن الذنوب بالكلية
الثالث :
أن تبادر إلى التوبة ولذلك فإن تأخير التوبة هو في حد ذاته ذنب يحتاج إلى توبة
الرابع :
استدرك ما فاتك من حق الله إن كان ممكناً كإخراج الزكاة التي منعتها في الماضي ولما فيها من حق الفقير كذلك
الخامس :
أن تفارق موضع المعصية إذا كان وجودك فيها قد يوقعك في المعصية مرة أخرى
السادس :
أن تفارق من أعانك على المعصية والله يقول : ( اﻷخﻼء يومئذ بعضهم لبعض عدو إﻻ المتقين )
وقرناء السوء سيلعن بعضهم بعضاً يوم القيامة ولذلك عليك أيها التائب بمفارقتهم
ونبذهم ومقاطعتهم والتحذير منهم إن عجزت عن دعوتهم وﻻ يستجرينك الشيطان فيزين لك
العودة إليهم من باب دعوتهم وأنت تعلم أنك ضعيف ﻻ تقاوم وهناك حاﻻت كثيرة رجع
فيها أشخاص إلى المعصية بإعادة العﻼقات مع قرناء الماضي
السابع :
إتﻼف المحرمات الموجودة عندك مثل المسكرات وآﻻت اللهو كالعود والمزمار أو
الصور واﻷفﻼم المحرمة والقصص الماجنة والتماثيل وهكذا فينبغي تكسيرها وإتﻼفها أو
إحراقها وكم من قصة كان فيها إبقاء هذه المحرمات عند التائبين سبباً في نكوصهم
ورجوعهم عن التوبة وضﻼلهم بعد الهدى نسأل اللهالثبات
الثامن :
أن تختار من الرفقاء الصالحين من يعينك على نفسك ويكون بديﻼً عن رفقاء السوء وأن تحرص على
حلق الذكر ومجالس العلم وتمﻸ وقتك بالخيرحتى ﻻ يجد الشيطان لديك فراغاً ليذكرك بالماضي
التاسع :
أن تعمد إلى البدن وتجعل طاقته في طاعة الله وتتحرى الحﻼل حتى ينبت لك لحم طيب
العاشر :
اﻻستكثار من الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات وإذا صدقت مع الله في التوبة
فأبشر بانقﻼب جميع سيئاتك السابقة إلى حسنات قال تعالى( والذين ﻻ يدعون مع الله
إلهاً آخر وﻻيقتلون النفس التي حرم الله إﻻ بالحق وﻻ يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً
يضاعف لهالعذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إﻻ من تاب وآمن وعمل عمﻼً صالحاً
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً
فما اجمل التوبة والعودة الى الله تعالى فهي الحياة الطيبه والسعادة الحقيقة فلنسارع
ومن اﻻن للعمل فيما قراناه بﻼ تسويف وﻻتردد فﻼ نعلم متى نودع ونترك هذه الدنيا
نسال الله العظيم ان ينفعنا واياكم بهذه الكلمات وان ﻻ يحرمنا واياكم اﻻجر والثواب
والصﻼة والسﻼم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجميعن
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]