[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:burlywood;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
إلى ......... طفل الشقاء
صدى أنينك سرى في ليل كئيب اخترق نوافذ قلبي
فأيقظ في نفوسي مشاعر السخط و الحزن .
فما كان علي إلا أن نرسل إليك بهذه الكلمات
لتجوب القارات و البحار لعلها تصل إلى قلوب رحيمة ،
و ضمائر حية قبل أن تصل إليك .
"حبيبي "
أيها الطفل الذي فتح ناظريه على بؤس الحياة و مرارة السؤال ،
ظننت أن هناك صدرا سيحنو عليك و يضمك إليه ،
و حضنا دافئا يهدهدك ، و أرضا حانية تسع لعبك و أحلامك ،
لكن الحقيقة كانت أمر من طعم العلقم ، و هو ما فصحت عنه الأيام .
مسكين أنت أتيت إلى الدنيا لتمضي كل يوم
بركب الأشقياء ترغمك العصا ،
و ما أبشع العصا حين تلسع ظهر طفل لن يستطيع أن يقول لا ،
بل نعم لفأس الشقاء ليقطع بها غصن الطفولة ،
تمضي نعم تمضي لا لاتخط حرفا أو ترسم مستقبلا ،
لكن لتحمل أثقالا و قهرا ، تحرث أرضا ،
تسير خلف قطعان ،تحرس مرعى ،
تكابد هموم العيش فلا تفرق حينها بين طعم العرق و طعم الدموع .
أيها الطفل الذي انزوى الأمل بين عينيه ،
أيتها الزهرة الندية التي نخشى عليها أن تداس هكذا ،
أو تُنتزع من جذورها ، لتكون شاهدا على زمن توج نفسه للأسف بألقاب براقة خدش في الحقيقة بجهله و ظلمه الإنسانية .
أيها الباكي الصغير...
لا تغفر لقوم ما رحموا ضعف جسدك ،
لا تغفر لعالم غض النظر على طفولتك البريئة ، !
الله الله الله الله الرحيم
لترفع يديك المتعبتين اللتين رسمهما الشقاء ،
و ترنو إليه بقلبك الطاهر الغرير تشكو إليه غبن المرض والضمير
الذي خذل عينيك البريئتين و دموعك الغزيرة ،
فليس لك إلا نهار تطل عليه شمس الكادحين ت
عيش فيه على أمل النور و الأمل ،
و ليل كئيب بقمر شاحب يتوسط نجوما متعبة
تلقي بلمعانها في ربوع السماء حزنا عليك !
طفلي الحبيب !
اسمع مني هذه الكلمات حتى يسع قلبك الصغير واقعك المرير،
لملم أحزانك ، امسح دموعك كل صباح ،
و احمل فأسك الثقيلة، امض حيث تمضي كل يوم لتشقى ،
فإنك بين قوم لا يرحمون ،نعم يا صغيري إنهم لا يرحمون .
" لكل طفل يتيم "
فأنتم كالأزهار الذابلة في كل مكان و زمان
لونتم الحياة بريشة الأمل،و نلتم من المتاعب الكثير ،
و تحطمتم على صخور الدهر ..
كانت نفوسكم ميتة و أنتم أحياء ،
و قلوبكم تنبض و أنتم غير أصماء ،أ
حسستم بالاضطراب و بالخوف،بعيون من حولكم تترصد .
أنتم كاليرقة التي لم تنم بعد و لم تتحول إلى فراشة ،
و لن تتحول ، لأنكم لم تجدوا من يناديكم ،
من يوجهكم إلى طريق مستقيم و يدعمكم بالحب و النعيم
هكذا نشأتم ، و هكذا سرتم على هامش الحياة إلى نهاية الدرب...
منكم من وصل و منكم على أمل أن يصل في اليوم الآخر ...
"
"اختكم أحلام الشريف "
[/ALIGN][/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]