قد ظن أن الأيام كفيلة
وأن الذكرى أمام النسيان عليلة
قد ظن ما ظن
وأبحر بعيدا عن كل مراسي الذكريات
ليغوص في بحر من المسؤوليات
وها هو اليوم
يجلس في تلك الغرفة
ويحمل بين يديه “طفلة صغيرة“
لها من البراءة والحسن ما للماضي
وتملأ في قلبه ذلك الركن "الفاضي"
ليعيش المزيج المؤلم
بين الوفاء لحاضره، وبين الخيانة لماضيه
فلا حكم له في ذلك ولا خصم له يقاضيه
إلا الألم الذي يعتصر قلبه حنينا
ويقتله بالتأنيب أنينا
وفي كل هذا وذاك
لا مفر من الملامه
فكل الأطراف هنا خسرانه
أيجد العاشق لفعله التبرير
وقد أعطاه الرب ذلك التحذير
أيسأل العاشق عن ذنبه
وقد شاركه المحبوب في التظليل
همومه أكبر مما بين يديه
وحزنه الجلي لا تراه هذه الطفلة المبتسمة
يرى في عينيها شغف الحياة
لتذكره بما كان عليه قبل خمسة أعوام
كم كان مثلها شغوفا
وكم كانت حياته مقبلة
كم وكم!... ولم يبقى إلا الهم
وكأنه يغوص في رمال الحياة المتحركة
حتى ألجمته الظروف وانتزعت كبرياءه
ليرضى بكل خنوع
و ها هو اليوم يقف عاجزا عن الوصول
لأن تجربته في المضي قدما
كانت جدا قاسية
حزين وإن ظل مبتسما
حزين وإن ظن أنه فرحا
حزين
العرض العادي
