-
▫️قَالَ ابنُ القَيِّم - رَحِمَهُ اللَّـهُ - :
« إنَّ اللهَ سُبحَانَهُ إذَا أرَادَ أن يُهلِكَ أعدَاءَهُ ويَمحَقَهُم,
قَيَّضَ لَهُمُ الأسبَابَ الَّتِي يَستَوجِبُونَ بِهَا هَلاكَهُم ومَحقَهُم،
ومِن أعظَمِهَا بَعدَ كُفرِهِم:
بَغيُهُم وطُغيَانُهُم، ومُبَالَغَتُهُم في أذَى أولِيَائِهِ،
ومُحَارَبَتِهِم وقِتَالِهِم والتَّسَلُّطِ عَلَيهِم،
فَيَتَمَحَّصُ بِذَلِكَ أولِيَاؤُهُ مِن ذُنُوبِهِم وعُيُوبِهِم،
ويَزدَادُ بِذَلِكَ أعدَاؤُهُ مِن أسبَابِ مَحقِهِم وهَلاكِهِم،
وقَد ذَكَرَ سُبحَانَهُ وتَعَالَى ذَلِكَ في قَولِهِ:
﴿ ولَا تَهِنُوا ولَا تَحزَنُوا وأنتُمُ الأعلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ إِن يَمسَسكُم قَرحٌ فَقَد مَسَّ القَومَ قَرحٌ مِّثلُهُ ۚ وتِلكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ولِيَعلَمَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَتَّخِذَ مِنكُم شُهَدَاءَ ۗ واللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ولِيُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا ويَمحَقَ الكَافِرِينَ ﴾.
فَمَا بَالُكُم تَهِنُونَ وتَضعُفُونَ عِندَ القَرحِ والألَمِ؟!
فَقَد أصَابَهُم ذَلِكَ في سَبِيلِ الشَّيطَانِ،
وأنتُم أُصِبتُم في سَبِيلِ اللهِ وابتِغَاءِ مَرضَاتِه ».
[ زَادُ المِعَادِ, ٣ / ٢٢٢ ]