في الفترة الأخيرة تيقنت أن الأمور المتروكة لله مضمونة ،
يمكنني أن أرتب وَ أجهز وَ أخطط وَ أسفك كل طاقتي لأجل شيء ما وَ لا أبلغ ..؛
وَ في اللحظة التي أقول فيها يارب استودعتك مابنفسي ، وَ أطلب منه أن يأخذ بيدي
تسير كل الأمور بجمال أكثر مما توقعت وَ خططت ، يارب دبر لي أمري فأني لا أحسن التدبير ..!
حُسن الظن الذي تداريه خلف يأسك سيكون نجاتك ، لا شيء يضيع عند الله ..
تعبك ، يأسك ، مجاهدتك ، صبرك .. كل ذلك يُقرِّب لك الشيء الذي تنتظره لو كان خيرًا لك ..
ربما انتهت الأسباب لكن لا تنسى أنك مع ربّ الأسباب ..!
من بواعث الشّقاء في هذه الدنيا أن يكون المرء رقيقَ القلب ،
متوهجَ الحس في عالم غلب على أهله جفاء القلوب وَ فظاظة الأرواح ..
تجده يداري المشاعر وَ يراعي الخواطر وَ يتهيب كسر القلوب كما يتهيب ضرب الرقاب ،
فَ يضاعف الهموم على نفسه ، وَ يسلط الأحزان على قلبه ، وَ يكون الناس منه في راحة وَ هو منهم في عناء ..!
لا شي أثمن من أن تمضي في الحياة وأنت نقيّ السريرة..سليم الفؤاد
باذلًا للمعروف ما أمكنك
لم تخدش قلبًا..ولم تنثر شوكاً ؛
فتمر على هذه الأرض وقد كنت
خفيف العبور عظيم الأثر.
الإنشغال نعمة ، وَ الوقت المليان نعمة ، وَ ترتيب المهام نعمة ،
وَ وجود أهداف يحققها الإنسان في يومه نعمة ، وَ العمل نعمة ،
لأنّ الفراغ أكبر نقمة قد يواجهها المرء في حياته ..!
من أجمل المشاعر اللي ممكن تعيشها ، هي مشاعر الفرج بعد الضيق ..
وَ خصوصًا لما تعاني من أمر ما لوحدك دون أن يعلم عنه أحد ، تصارعه يوميًا وَ يغلبك في كلّ مرّة ،
للدرجة اللي من قوّة اليأس تختار التنازل عن هذا العِراك وَ تستسلم ..
وَ فجأة .. ؛يفتحها الله بوجهك ، وَ تجلس من بعيد وَ تتأمل كيف قاعدة تتيسّر ..!
إذا لم يخبروك فلا تسأل ، وَ إذا لم تكن مدعوًّا فلا تذهب ، وَ إذا أتتك الدعوة مُتأخرة فقم بَ الرفض يّ صديقي ،
لأنّهم أجلسوك على مقاعد الإحتياط منذ البداية ، في هذه الحياة إما أن تكون أساسيًا أو لا تكون .. وَ أنت حُر ..!
لا شيء يُمكن أن يُقارَن بلُطف الله في كل مرّة يُحزنك فيها شيء ما .. سيقابلك الله بعوضهِ الكبير فَ ابتسم ،
فما من شيءٍ في عُمرك المُزهر يستحق أن تبكي من أجله إن كان يُعوّضه الله لك أضعاف ،
ما من شيءٍ في هذه الدنيا يستحقّ حُزنك ما دام قلبك أمانة عند الله ..!
لك الحمد ربِّي على ليالٍ مرَّت وَ لا أدري كيف مرَّت لولا لُطفك وَ جبرك ، وَ قوَّتي بك ،
كنت يارب مؤنسي وَ نوري الذي أمشي به في ظلمات الحزن ،
كنت ظنّي الذي أعيش بهِ حلمًا سيتحقق بقدرتك ، ثم تحقق بفضلك فلك الحمد يارب ..!
وَ أحبّ ذاتك بعثراتك وَ خفقاتك ، وَ لا تجعل طهر مَبسمك يذبل لأجل أحد ،
وَ لا تتشبَّث بمَن أراد الرَّحيل ، وَ لا تُبرِّر لِمَن أساء الظَّن ..
فإنَّك لن تصل إلى الله وَ أنت تَجلد ذاتك لأجل الآخرين ،
وَ اعلم أنَّهُ لا بأس أن تَخرُج مِن الدُّنيا وَ زادك هو [ القَلب السَّليم ] ..!