حشو الأسنان واضطرابات الذكاء و الذاكرة و التركيز
ان موضوع أمان وسلامة حشو المادة المعدنية الفضية المحتوية على الزئبق في الاسنان هو موضوع يدور حوله النقاش العلمي منذ عشرين عاما. وما فتئت التأكيدات بسلامتها يصرح بها من قبل الهيئات الطبية العالمية المعنية بشأن طب الأسنان. وقد صدرت أخيرا دراستان مهمتان في مجلة الرابطة الأميركية للطب الباطني عن مدى أمان استخدام حشوة الأسنان الفضية المحتوية على عنصر الزئبق، في علاج حالات التسوس لدى الأطفال. وفي كل منهما وعلى حدة، أجريت دراسة تفصيلية وتحليلية لتأثير مادة حشو الزئبق مقارنة مع تلك بمادة ريزنResin غير المحتوية على الزئبق وذات لون مطابق للون السن. ودراسة تاثير كل منهما على جسم الأطفال بطريقة المقارنة المباشرة وهي من أدق وسائل دراسات المقارنة.
وقد قام بالدراسة الأميركية فريق البحث في كلية الطب في جامعة هارفارد بمدينة بوسطن الأميركية. وشملت 534 طفلا ممن تتراوح أعمارهم بين السادسة والعاشرة من العمر . أما الدراسة الأوربية فقد تمت في البرتغال على 570 طفلا من الأعمار نفسها. وفي كلتا الدراستين تم حشو أسنان نصف مجموعة الأطفال بمادة الأمالغم المحتوية على الزئبق، ونصفهم الآخر باستخدام مادة الريزن. وتمت بعد ذلك متابعة قدراتهم العقلية والذهنية، والحالة العصبية، وحالة الكلى. وقد وصلت كلتا الدراستين الى النتيجة نفسها، وهي أن حشو الأسنان بالزئبق ليس سببا او مؤثرا في الإصابة بأي اضطرابات عصبية في الذكاء أو الذاكرة أو التركيز. كما لم تلاحظا أي تاثير لها على وظائف الكلى لدى الأطفال. وخلصتا الى كون مادة الامالغم آمنة للأطفال ممن هم فوق سن السادسة من العمر، بيد أن الأمر لا يزال مبهما حول تأثيراتها على القدرات الذهنية لمن هم دون سن السادسة من العمر.
وترى الرابطة الأميركية لطب الأسنان أن الدراستين تؤكدان ما تبنته من قبل، وهو أمان استخدام هذا النوع من مواد حشو الأسنان. ولكنهما لم تعلقا على أمانتها لمن هم دون السادسة من العمر، مما يترك الجدل قائما حول إمكان تأثيرها على الطفل في مراحله الأولى من عمره نظرا لحساسية النمو العصبي لديه. ورغم ملاحظة بعض الخبراء أن حشو الأسنان اللبنية تحت ذاك السن ليس من المتوقع أن يؤثر على الجهاز العصبي لديه، لأن مادته لا تستمر في الجسم وقتا طويلا بسبب فقدان الأسنان اللبنية المؤقته مع نمو الطفل. إلا أن الأمر ليس مؤكدا حتى تثبته الدراسات.
القبس