كيف تُرضي والديك؟
الأب-عادة- سهل الإرضاء لأنه لا يمكث في البيت إلا قليلاً وخلال ذلك يعبّر بجرأة عما يريد، فحين يحتاج شيئاً يطلبه على الفور، وإذا قصَّرت في حق من حقوقه سألك عنه ( إن كان يهمه ) ويتابعه حتى يحصل عليه، وعندما يغضب ينفشّ عن غضبه ولا يهتم كثيراً للمشاعر، وحين يمنع شيئاً لا يبالي إن وافق عليه الجميع أم لا فيمنعه بقوة وبالسلطة التي وهبه الله إياها وينهي الموضوع..
وبذلك يحصل الأب على ما يريد من أبنائه وبناته أولاً بأول فلا يحمل في نفسه أي ضغينة عليهم ويشعر بالرضا لأن الأمور تسير كما يحب ويشتهي. وبالمقابل تسهل على أبنائه وبناته مسايرته والاستجابة له وكسب رضاه لأنه واضح ومحدد الطلبات.
أما الأم فإنها غير ذلك تماماً، ويبدو- والله أعلم- أن إرضاء الأمهات أصعب من إرضاء الآباء! وليست الأم هي السبب في ذلك بل السبب في الجبلّة التي خلق الله عليها الرجال والنساء وفي السلطات التي أعطاها الله لكليهما، فالأم حين تحتاج المساعدة تفكر ملياً قبل أن تطلبها وذلك حتى لا ترهق أولادها أو تشغلهم عن دراستهم، وحين يقصّر ولدها في حق من حقوقها يصعب عليها مراجعته بسبب عاطفة الأمومة القوية فتتسامح معه وتغفر له ولا تعاتبه، وحين تغضب وتثور تشفق على أولادها- واو كانوا مخطئين- فتتراجع وتكبت ما تبقَّى من غضبها وتحتار كيف ترضي الأبناء والبنات وتعوّضهم عَمّا بدر منها من غضب.. فتبقى الأم دائماً هي المضحية الوحيدة في البيت، وتستمر في العطاء ولا تبالي.
ولكن هذا ينعكس على تفكيرها حين تشتد عليها الضغوط فتضعف وتقول في نفسها: إنني أعطي وأعطي ولا ألقى أي شكر أو تقدير، ويكبر الأمر عليها فتنخفض معنوياتها، ويتصارع في داخلها حبها غير المشروط لأبنائها ورغبتها في أن تجد منهم شيئاً من الحب
والتقدير، وكل ذلك يؤثر تأثيراً سلبياً على سلوكها، وتترجم ذلك بأن تتذمر في بعض الأوقات من كل شيء ويصبح رضاها صعباً وقد يكون بـعـيـد الـمـنـال في بعض الأحيان.
فـمـاذا تـفـعـل لإرضـاء أمـك.؟!
تقبلوا تحياتي
العرض العادي
