الزعتر.. غذاء لذيذ وعلاج مفيد
الزعتر هو نبات مشهور معمر يكثر في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، عرفه القدماء العرب واستخدموه، وهو نوعان: بري ونوع آخر يزرع. يطلق عليه ( مفرح الجبال ) لأنه يعطر الجبال برائحته الذكية، وينتشر في كثير من الدول كخضار ورقي يستفاد منه كنوع من التوابل التي تضاف إلى الطعام لإضفاء مذاق عطري شهي، والجزء المستخدم منه هو الفروع الزهرة والأوراق.
والزعتر له طعم حار مر قليلاً، ورائحه عطرية قوية مميزة ناتجة عن زيت طيار يعرف بالثايمول، مما يجعله فاتحاً جيداً للشهية ومقوياً ومنبهاً ومنشطاً، ولذلك يستخدم في تطيب رائحة الطعام بإضافته إلى أنواع الخضار المعدة لتحضير السلطة، كما أنه يساعد على الهضم- وخاصة المواد الدهنية- بتنبه المعدة وطرد الغازات وزيادة امتصاص المواد الغذائية ومنع التخمر، ويفضل البعض آكل الزعتر بعد الوجبات للتغلب على النعاس المصاحب لعملية الهضم، خاصة للعاملين في المجالات التي تحتاج إلى تركيز زائد كي يتمكنوا من متابعة أعمالهم بجد ونشاط.
وللزعتر كثير من الفوائد الطبية لأحتوائه على بعض المواد شديدة الفاعلية المهمة في علاج العديد من الأمراض فهو يحتوي على مواد لها خاصية مسكنة للألم ومطهرة ومنشطة للدورة الدموية مثل مادة( الثايمول ) التي تعمل على قتل الميكروبات وطرد الطفيليات، إضافة إلى مادة ( الكارفكرول ) وهي مسكنة ومطهرة وطاردة للبلغم ومضادة للنزيف والإسهال، كما يحتوي الزعتر على مواد راتنجية مثل ( الراسين ) المقوية للعضلات التي تمنع أيضاً تصلب الشرايين وتطرد الأملاح. ويحتوي الزعتر أيضاً على مواد للأكسدة يمكن الاستفادة منها بإضافة زيت الزعتر إلى المواد الغذائية المعلبة مثل ( علب السمن ) ليمنع الأكسدة بدلاً من إضافة مواد صناعية قد تضر بصحة الإنسان. هذا فضلاً عن احتوائه على مواد تعمل على تقوية الجهاز المناعي.
ويستعمل مغلي أوراق الزعتر كغرغرة لتطهير الفم والقضاء على التهابات اللثة والحلق والحنجرة. وتشير أحدث الدراسات إلى أن الزعتر يفيد في علاج آلام البلعوم والتهابات الجاري التنفسية العلوية ( الالتهابات الشعبية والربو ) ويخفف السعال بأنواعه المختلفة بما في ذلك السعال الديكي، وفي هذه الحالات يعمل على تليين المخاط الشعبي مما يسهل طرده للخارج كما يهديء الشعب الهوائية ويلطفها.
وفي الطب الشعبي لعلاج الأنفلونزا والزكام يضاف الزعتر إلى أعشاب الخبازة والريحان وتوضع جميعها في كوب زجاجي ثم يصب عليها الماء المغلي فوراً، وتقلب جيدً، ويمكن تحليتها بملعقة صغيرة من سكر أو عسل نحل، ويشرب من هذا المشروب كوبان يومياً بعد الأكل، كما يعتبر استنشاق بخار الماء المخلوط بزيت الزعتر أحد أهم الوسائل المساعدة في التخلص من احتقان الجيوب الأنفية، وفي حالات الاحتقان الحادة يمكن تكرار عملية الاستنشاق أربع مرات يومياً.
ويستخدم الزعتر طبياً كمطهر عام ولعلاج فقر الدم وإضطرابات الأمعاء، كما يستخدم موضعياً كمطهر لعلاج القدم الرياضي، والقمل، والتهابات الجلد والالتهابات الفطرية للجلد وتقلص العضلات، ومنع تسوس الأسنان وخاصة إذا مضغ أخضر غض، لذلك عملت بعض الشريكات الطبية على إدخاله في معاجين الأسنان، ويستعمل منقوع الزعتر لتخفيف المغص والانتفاخ والآلام البطنية وتنظيم عملية الإفراغ، ويستخدم منه أطباء العطور كنشوق لتنقية الذهن والجسم والحد من التهاب الجهاز التنفسي، ولزيت الزعتر أثر مضاد لدودة الإنكلستوما لذلك يفضل استعماله على شكل قطرات تضاف للعسل أو شراب السكر لمدة تصل إلى ستة أسابيع، كما أنه يقتل الأميبا المسببة للدوسنتاريا في فترة قصيرة ويبيد جراثيم القولون.
ويعتبر الزعتر منشطاً ممتازاً لجلد الرأس إذ يمنع تساقط الشعر ويكثفه وينشطه، والزعتر كذلك يدر البول، ويقي من الغثيان، ويقوي النظر، ويمنع الإسهال لأنه يسبب الإمساك، ومسكن للآلام فيخفف من حدة الالتهاب في المفاصل ولذلك فإن إضافة الزعتر إلى حوض الاستحمام والاسترخاء فيه يخفف من آلام المفاصل ويزيل التعب الجسدي والإجهاد النفسي والفكري.
وللزعتر استعمالات أخرى فأوراقه وزهوره تحمي الملابس من الحشرات كالعته، كما أن حرق أوراق الزعتر تطرد الحشرات وزيت الزعتر يستعمل ظاهرياً كمطهر ومزيل للرائحة ومانع للتعفن ولا توجد أي موانع من استعمال الزعتر سوى وجود حساسية منه..
تقبلوا تحياتي
|