لعل من أبلغ صفات المتقين واعلاها صفة »الورع« وهو التورع والابتعاد عما حرم الله سبحانه بل أكثر من ذلك هو البعد عن الحرام بل الشبهات خاصة في المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك مما يحتاجه الإنسان، ورغم أن المسألة بشكل خاص تتعلق في ظاهرها بالمأكل والمشرب فهماً لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم »ايما لحم نبت من حرام فالنار أولى به«، رغم أن هذا المعنى هو الظاهر إلا أن هناك أمرا مهما يتعلق بالورع وهو النزاهة والتي تحمل معنى الورع بشكل ادق.
ان الورع في حقيقته هو نزاهة وبعد عما يسوء في القول أو الفعل أو التصرف أياً كان نوعه وشكله وهذا خلق رفيع يجب أن يتصف به العاقل والمؤمن بربه، ذلك أن الله سبحانه قد أنعم علينا بالعقل والخير ولا اقل من ادراك هذه النعم بشكر الله سبحانه والتعامل معها ومع البشر بصورة من النزاهة وعدم الشجع والطمع أو بما يشين من سيئ الالفاظ.
ان النزاهة خلق كريم يجب وعيه والتعود عليه واذا ما امتثل افراد المجتمع ذلك وشاع حتى أمسى خلقا عاما كان هذا المجتمع راقياً ومتقدماً ولذا فعلينا محاولة انتهاجه ففي ذلك الرقي والتقدم واستقامة الشخصية.
العرض العادي
