قيس بن الملوح بن مزاحم العامري المولود في عام 68 للهجره
شاعر غزل، من المتيمين، والمظلومين بسبب حماقة من سار خلف عادات وتقاليد
ماانزل بها من سلطان ليتم حرمانه من الفتاة التي تحبه وتشاطره الغرام وتجتمع معه
في كونهما من قبيلة واحده ولا تفاوت بينهما بالنسب الا ان عادات العرب عدم تزويج
من شاعت محبته للفتاة لكي لايقول العرب انه جامعها قبل الزواج وان الزواج هذا لستر
هذه الفضيحه0000 وهكذا كل من ارتكب جريمة فسوف يجد المبرر لها مهما كان تعليله
فصاحب الفضائح لاعراض الناس سيعتذر بأن ذلك لتنبيه الناس وتحذيرهم وهكذا000
ليكون الضحيه دائما مثل قيس بن الملوح الذي يبرد نار جوفه قائلا:
فـإن تـمـنـعــو لـيـلــى وتحموا بلادها=عليّ فـلن تحموا عليّ القوافــيـا
فـأشـهــد عـنـد الـلــه أنـي أحـبــهــا=فهذا لها عندي فـمـا عـنـدها ليـا
ويكون الجاني عليهما قد اتضح له الخطأ الا ان غروره وكبريائه تمنعه من الاعتراف بذلك
فيموت العاشق المتيم وتكون ردة فعل والد المعشوقه ان يقول:
ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه 000
قبحها الله من قلوب قاسيه ترى الدموع المنهمره والعيون الساهره والانين الممزوج بنار الحسره
عندما يسمع العاشق مزامير الفرح والغناء في ليلة زواج محبوبته ليقول:
خَلـيـلَيَّ إنْ لا تَـبْـكِـيانِيَ أَلْـتَـمِسْ=خَليلاً إذا أَنَزَفْـتُ دَمـعي بَكى ليا
فـمـا أُشْـرِفَ الأَيْـفـاعَ إلاّ صَبَـابَةً=ولا أُنْـشِـدُ الأشْـعـارَ إلا تَـداوِيا
وقد يَجْمَعُ اللهُ الشَّتـيـتَـينِ بعـدما=يَظُـنـَّانِ كلَّ الـظَّـنِّ أن لا تَلاقِـيـا
لَحى اللهُ أَقْـواماً يقـولـونَ: إنّـنـا=وَجَـدْنا طَـوالَ الدّهْرِ لِلحُبِّ شافِيا
خَـلـيـلَيَّ، لا والله،ِ لا أَمْلِكُ الذي=قَضى اللهُ في ليلى،ولا ماقَضى ليا
قَضاها لِغَـيْـري، وابْـتَلاني بِحُبِّها=فَهَلاّ بشَيءٍ غـيـرِ لـيـلى ابْـتَـلانِيا
ياويح العرب مااقسى قلوبهم الا من رحم ربك 00
بالرغم من عدم سرعة استجابة دموعي في الحياة اليوميه الا اني ومنذ ان كنت في ايام
الدراسه لااكاد ازور متصفحا يحتوي على قصة المجنون الا وتستعجل الدموع على غير
عادتها حتى اشعر انها اقوى مني مهما حاولت المقاومه000
حتى مطلع هذه القصيده كأنه يدخلك مع بوابة الجروح مباشره ليقول:
تَذَكَّرْتُ ليلى والسّـنـيـنَ الخَـوالِيا=وأيّامَ لا نَخْـشـى على اللّهـوِ ناهِـيا
ويومٍ كَـظَـلِّ الرُّمْحِ، قَصَّرْتُ ظِـلَّهُ=بِلَـيْـلى، فَلَـهَّـانـي، وما كنتُ لاهِـيا
بثَمْدِينَ لاحَتْ نارُ ليلى وصُحْـبَـتـي=بذاتِ الغَضَى نُزْجي المَطيَّ النّواجِيا
فـقـالَ بَصـيـرُ القَوْمِ أَلْمَحْتُ كَوكباً=بَـدَا فـي سَوادِ اللَّيلِ فَرْداً يَمانِـيـا
فـقـلـتُ لـه: بل نارُ لـيـلى تَوَقَّـدَتْ=(بِعَلْيا)، تَـسـامـى ضَوْؤُها، فـبَدَا ليا
نعم تذكرها في سابق الايام عندما كانا في سن الطفوله يلعبان خلف صغار الماعز وعندما
كبرا واصبحا يرعيان الغنم سويا ويلعبان ولم يكن في بالهما ماذا تخفي لهما الايام من الجروح
فليلى سيجبرها والدها بالزواج من شخص آخر مقابل عشرة من الابل ليأخذها زوجها الى الطائف
بعيدا عن نظر قيس الذي يهيم على وجهه في الصحراء لا يرى لهذه الدنيا قيمة بعد ان اصبح غيره
يسيطر على حريتها ويملك حبالها 000 من اجل عشرة من الابل؟؟؟
وخَـبَّـرتُـمـاني أنّ (تَـيْـمـاءَ) مَنزِلٌ =لليلى إذا ما الصّيفُ ألْقى المَراسِيا
فهذي شُهورُ الصّيفِ عنّا قد انْقَضَتْ=فـمـا لِلنَّوى تَرْمـي بليلى المَرامِـيا
فـيـا ربِّ سَوِّ الحُـبَّ بـيـنـي وبـيـنها=يـكـونُ كَـفــافـاً لا عـلَـيَّ ولا لـيـا
فـما طَـلَـعَ الـنّـجـمُ الـذي يُهْـتَـدى بهِ=ولا الصّبحُ إلاّ هَيـَّـجـا ذِكْـرها ليا
ولا سِرْتُ مِـيـلاً مِـن دِمَـشـقَ ولا بَـدا=سُـهَـيْـلٌ لأهـلِ الشّـامِ إلاّ بَـدا ليا
ولا سُـمِّـيَـتْ عـنـدي لـهـا مِن سَـمِيـَّةٍ=مِـن الناس ِ إلاّ بَلَّ دَمْـعـي رِدائِـيا
قيس بن الملوح الذي يشهد على قساوة قلوب العرب التي تزيد عن الحجارة الصماء
يصارع الموت في الوديان والقفار هائما على وجهه وكل ذلك يكون عذر السبب في ذلك:
((ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه))
استطاع قيس بن الملوح ان يكسب تعاطف الناس صغيرهم وكبيرهم بسبب اشعاره الحزينه
واصبح الناس يترقبون اخباره وجميعهم يتمنى لو كانت بيديه حيله لمساعدة هذا الجريح
الشاعر الذي نثر جحيم قلبه حروفا تسيل عذوبة وجرحا ورقة وألما فتجتمع هذه المشاعر وتصب
في نهر من انهار الشعر العجيب الذي يحرق القلب الرقيق الذي يكره الظلم ويحب القلوب المحبه
فتراها في صورة واضحه عندما يقول:
ألا أيها الواشي بليلى ألا تــرى=إلى من تشـيـها أو بمن جئت واشيـا
فلو كان واش باليمامـــــة داره=وداري بأعلى حضرموت اهـتـدى ليا
مُعذبتي لولاك ماكنت هائمــــــاً=أبـيـت سخـيـن العـيـن حرّان باكيــا
مُعذبتي قد طال وجــــدي وشفّنـي=هواك فـيـا للـنـاس قـلّ عزائــيـــا
وددتُ على طيب الحيـاة لو أنــه=يُزداد للـيـلـى عـمـرها من حياتيـــا
لتقترب قصة الظلم من نهايتها ووقوع الضحيه دون ذنب سوى انه احب صادقا من الصغر
فكان جزاؤه الموت حافيا جائعا فوق الصخور التي تتوقد نيرانها في شمس الصيف 00
يموت ميتة الشاة الهزيله فلماذا؟؟
لان القلوب القاسيه تغار من اصحاب الرقيقة المحبه فكأنما تعاقبها بهذه القسوه لكونها تمتلك
شيئا لم تستطع هي امتلاكه فتتصرف كالوحوش الضاريه0000
وروي أن شيخا من بني مرة التقى بقيس بعد انعزاله في الصحراء وبعده عن الناس .
يقول ذلك الشيخ : ذهبت أبحث عنه فأخبرني أحد أصدقائه المقربين اليه قائلا اذا رأيته
فادن منه ولاتجعله يشعر أنك تهابه فانك ان فعلت فسيتهددك ويتوعدك أو يرميك بحجر
فانه ان فعل ذلك فاجلس صارفا بصرك عنه فاذا سكن فأنشده شعرا غزلا من شعر
قيس بن ذريح حبيب لبنى لأنه معجب به وبشعره .
يقول ذلك الشيخ أمضيت يومي من الصباح الباكر باحثا عن ذلك العاشق الهائم حتى
وجدته عصر ذلك اليوم جالسا يخط على الرمل بأصبعه وحين دنوت منه نفر مني
نفور الوحش من الأنس فأعرضت عنه حتى سكن وعنده أنشدت شعرا لقيس بن ذريح كنت أحفظه :
الا ياغراب البين ويحك نبنـــي= بعلمك في لبنى وأنت خبير
فان أنت لم تخبر يشيء علمته= فلا طرت الا والجناح كسير
يقول حين أنشدت ذلك الشعر اقترب قيس مني وقال وهو يحاول كتم بكاءه : لقد أحسن
والله ذلك الشاعر ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
كأن القلب ليلة قيل يفدى= بليلى العامريه أو يراح
قطاة غرها شرك فباتت= تجاذبه وقد علق الجناح
ويستطرد ذلك الشيخ في قصته قائلا :بعد أن أنشد قيس قصيدته بادرته بقصيده أحرى لقيس بن ذريح هى:
واني لمفني دمع عيني بالبكــــا= حذارا لما قد كان أو هو كائن
وماكنت أخشى أن تكون منيتي= بكفيك الا أن من حان حائن
يقول ذلك الشيخ : أن قيس ما أن سمع هذه القصيدة حتى شهق شهقة ظننت أن روحه فاضت
بسببها وبكى بحرقه وقد رأيت دموعه بلت الرمل الذي بين يديه فقال وهو يغالب بكائه والله
لقد أحسن ولكني قلت شعرا أحسن منه ثم أنشد :
وأدنيتني حتى اذا ماسبيتنـي =بقول يحل العصم سهل الأباطح
تناءيت عني حين لالي حيلة= وخلفت ما خلفت بين الجوانــح
وبعد أن أنهى قصيدته مرت بقربنا غزاله تعدو فنهض قيس يجري خلفها حتى توارى
عن ناظري 000
فى اليوم التالي عدت الى نفس المكان على أمل أن التقيه فوجدت امرأة وقد وضعت
طعاما في المكان الذي كان يجلس فيه قيس وانقضى ذلك اليوم دون أن ياتي قيس ..
ومضت 3 أيام لم أره فيها فأخذ أهله يبحثون عنه وأنا معهم دون جدوى .
وفي اليوم الرابع وبعد سير طويل في الصحراء للبحث عنه وجدناه في وادي كثير
الحجاره وهو ميت فوقها
يقال بأنه بعد أنتشار خبر وفاة قيس بين أحياء العرب لم تبق فتاة من بني جعده
ولا بني الحريش الا خرجت حاسرة الراس صارخة عليه تندبه وأجتمع فتيان
الحي يبكون عليه أحر بكاء وشاركهم في ذلك كافة قبيلة حبيبته ليلى العامريه
ليقول والدها معتذرا:
ماعلمنا أن الامر يبلغ كل هذا ولكني كنت عربيا أخاف من العار وقبح الأحدوثه .
وهكذا ذهبت حياته مظلوما والعذر هو نفسه الذي سمعتم000