بين سلق البيض وتجهيز البوب كورن
النقّـال والسـرطان.. من جديـد
فجّر عالم أميركي بارز في الأسبوع الماضي قنبلة مدوية حين حذّر علناً من المخاطر المحتملة للهواتف النقّالة وعلاقتها بالسرطان.
لكن هذا العالم، وهو البروفيسور رونالد هيربيرمان مدير مركز السرطان التابع لجامعة بيتسبيرغ، لم يؤكد وجود علاقة بين الهواتف النقالة والسرطان بل اكتفى بالقول انه طالما لا يوجد دليل على براءة النقال فإن أصابع الاتهام يجب أن تظل موجهة على طريقة أن المتهم مدان إلى أن تثبت براءته، وليس العكس، وعلى مستخدمي النقال توخي الحذر.
وتنظر الأوساط العلمية والطبية بكثير من الجدية إلى التحذير الجديد لأن مطلقه يحتل مركزاً متميزاً في دنيا العلم، كما أنه طبيب متخصص في معالجة السرطان بالذات، بالإضافة إلى أنه مؤلف ما لا يقل عن سبعين كتاباً ودراسة طبية ويشغل منذ سنوات منصباً رفيعاً في الجامعة الأميركية المرموقة. كما أن التحذير الجديد يختلف كثيراً عن الفرقعات الإعلامية التي هدف مطلقوها في السنوات الأخيرة إلى اكتساب شهرة لا أكثر ولا أقل.
لا دليل علميا
واعترف الرجل صراحة بالقول انه لا يوجد دليل علمي مقنع بأن الإشعاعات الصادرة عن الهاتف النقال يمكن أن تسبب السرطان، كما لا يوجد تفسير طبي للعلاقة بين النقال والسرطان، في حال وجود علاقة كهذه.
وقال مدير مركز السرطان ان تحذيره إنما يعتمد على نتائج دراسة لم تنشر بعد حول الموضوع أجريت في الولايات المتحدة وكندا وإحدى عشرة دولة أوروبية. وعلى الرغم من أنه لم يكشف شيئاً عن تلك النتائج، فقد اكتفى بتوجيه ما يشبه النصيحة بتقصير مدة المكالمة قدر الإمكان، والاكتفاء بدقيقتين أو ثلاث، على أبعد تقدير.
وفي الوقت الذي راح العديد من العلماء والمتخصصين يتساءلون عن الهدف من وراء إطلاق التحذير علناً وليس خلف أبواب مغلقة ريثما يثبت الدليل على وجود علاقة بين الهاتف النقال والسرطان، قال البروفيسور هيربيرمان ان الهواتف النقالة إذا ما استخدمت في وسائل متنقلة كالسيارات مثلاً، فإنها «تضطر» لاستخدام مزيد من الطاقة المخزنة داخلها للعثور على محطة الإرسال أو التقوية.
رأي العلم
إذا تناولنا الموضوع من الناحية العلمية البحتة، فالضوء والإشعاعات الصادرة عن النقال شكل آخر للضوء، لكن بموجات ذات أطوال مختلفة، يتألف من جزيئات تسمى فوتونات. وهذه بدورها، إذا ما تعرضت للضغط، تصبح قادرة على إطلاق الإلكترونات من ذراتها.. ولو أردنا التحديد أكثر فإن هذه الفوتونات قادرة على كسر الروابط الكيميائية داخل ال «دي. إن. ايه»، مما يؤدي إلى الإصابة بالسرطان، وهذه كلها من الناحية النظرية التي لم تثبت بعد.
ومن المعروف أن بعض أشكال الضوء غير المرئي كالأشعة السينية وأشعة غاما تسبب السرطان، لكن كما يقول أحد العلماء: فلو أجرينا مقارنة بين فوتونات طاقة إشعاعات الهاتف النقال وفوتونات أشعة غاما أو الأشعة السينية، لكانت الأولى أشبه بكرات القطن، بينما الثانية أشبه بكرات الغولف.. فالأولى نكاد لا نشعر بها إذا ما أصبنا بها، بينما الثانية قادرة على إيذائنا إذا أصابتنا.
كذلك، من المعروف أن كل نوع من الخلايا الحية يمتص الإشعاعات لكن بذبذبات مختلفة.. لذلك ليس من المستبعد أن تتمكن الإشعاعات الصادرة عن الهاتف النقال من اختراق جلودنا والوصول إلى خلايا الدماغ. لكن العلماء الذين يدرسون هذه الاحتمالات لم يعثروا حتى الآن على أي دليل على حدوث تغير يذكر على تلك الخلايا، إلا إذا كان الحديث عن استخدام النقال لساعات طويلة يومياً ولمدة لا تقل عن ثلاثين سنة.
نظريات غريبة
على الرغم من عدم تسجيل أي إصابة بالسرطان أو بغيره بسبب الهواتف النقالة التي مضى عليها في الأسواق نحو عشرين عاماً، فلا يزال بعض المتخصصين يدلون بنظريات تتسم بالغرابة الشديدة حول الموضوع.. ولعل أطرف تلك النظريات واحدة يقول صاحبها ان الحرارة الناتجة عن الهاتف النقال قادرة على «طبخ» خلايا الدماغ، مما دفع أحدهم إلى القيام بتجربة أشد طرافة حين سلق بيضة بوضعها بين هاتفين نقالين «شغّالين»، لكن عملية السلق استغرقت 65 دقيقة. وقد تم تصوير العملية كلها وعرضها على «يو ــ تيوب» بالإنترنت. ومن الواضح أن صاحب نظرية الطبخ هذه يتجاهل حقيقة أن أشعة الشمس أقوى بملايين المرات من إشعاعات الهاتف النقال ومع ذلك فأشعة الشمس لا تطبخ سوى رؤوس القلة القليلة جداً من البشر الذين يبقون لساعات طويلة تحت أشعة الشمس في عز الصيف ودون عمل أي شيء لحماية أنفسهم منها.
وفي مرحلة تالية قام مهندس أميركي بتجربة زعم فيها أنه تمكن من تجهيز البوب كورن بواسطة الهواتف النقالة وتبين في وقت لاحق أن الشريط الذي عرضه للتجربة تعرض للمونتاج تمت خلاله إزالة حبوب الذرة من فوق الطاولة ومن ثم العرض العكسي لإسقاط حبات البوب كورن من فوق لتبدو وكأنها تتطاير بفعل الطاقة الوهمية للإشعاعات!
القبس
العرض العادي
