اكره ما اكره أن أكون ناصحا للاخرين أو معلما لهم
لسبب بسيط إذ إنني لوكنت ناصحا لنصحت نفسي أولاً
ولوكنت معلماً لعلمتها كيف تسير على الصراط المستقيم
بدلاً من هذا الطريق المبطنج الذي اسير عليه وانا اعرج
ولكن هذا لايمنع ان اطرح عليكم بين الحين والاخر
تجارب الاخرين .....
وإليكم بدون تزويق دزاء من المحاضرة التي القاها
عميد كلية الأداب بجامعة تشانغ هينغ في تايوان
يقول : في صغري كنت ادرس ليلا وأعمل نهارا اي اني حرثت
وغرست وحملت روث الحيوانات لإخصاب الإرض وحصدت
المحاصيل .....
كنت اركع في حقول الرز والوحل يغمر فخذي ولاشي يحميني
سوى القبعة والقميص والسروال القصير وكان
الوحل ينتثر على انحاء جسدي رطبا دبقا ووسخا وعندما
يدخل على عيني ويقع على شفتي كنت اقف وابحث عن ابريق
الشاي المليء بالماء النقي وأحاول اغسله فلا استطيع التخلص
منه الا بعد صراع طويل .....
كانت الشمس تلسع ظهري المقوس فأشعر كأنني قالب
حلوى ساخن التصق بوعاء معدني وكانت المياه المتبخره
من حقول الرز تهب على وجهي ومنخاري في ساعات العمل
التي تبدأ من التاسعة صباحا حتى الخامسة عصراً حيث تختفي
كل نسمة هواء فيسيل العرق كالجدول على جسدي فأشعر
كأن القمل يزحف علي وعندما تقع نقطة عرق في عيني كانت
تثير الدموع لكنني لم ابك إذ كنت أن البكاء سيطلق
دموع الأسى على عائلتي الفقيره ولمنع العرق من الجريان
داخل عيني كنت أبقي وجهي منخفضا ماأمكن
وأحيانا كانت تظهر على جلدي بقع حمراء وتنزف
ركبتاي فعيدان القصب تجرح والحشرات والديدان في الماء
تلسع كما ان العلق الصغير يمتص الدم ويسبب التهابا
وما أكثر ماتساء لت :لماذا يكون في هذا العالم أناس
يجهلون معنى الكدح وأخرون مثلي يكدحون منذو نعومة
أظافرهم موسما بعد موسم وسنة بعد سنة ؟لماذا يجلس
بعضهم قرب المراوح وفي الغرف المكيفة وأنا الهث وأغرق
بالوحل وأعرق تحت الشمس الحارقة ؟
وما أكثر ماحسدت الثور والحصان عندما اشاهدهما
يقفان شامخين عندما يخدمان الأنسان ......
وفي يوم من الأيام كان هو مفترق طريق بنسبة لحياتي
حيث انتابتني الشفقه فجأة وتولاني احترام كبير ملاين المزارعين
الفقراء الكادحين وبدأ محور اهتمامي يتجاوز نفسي واعائلتي
فصممت على مضاعفة جهدي بالدراسة
وكذالك بالعمل دون يأس وتذمر
وتخرجت من المدرسة الثانوية بتفوق مما اهلني أن
أحصل على منحة دراسية في الولايات المتحدة مرتفعا فوق
المصاعب الشخصية .....
لقد علمني الزحف في الوحل : أن أعتبر نزف و العرق
جزأين من حياتي وألا أتردد خائفا أمام المصاعب والحواجز
وأهم من ذالك كله أنني تعلمت
(((من زرع حصد )))
ولا أنسى بريق عين أمي الصامدة الصابرة وهي تقول لي
(أحكم على الرجل من حقله لا من ملامحه)
منما قراءته