أخبرتني زوجتي بقصة نموذجية تستحق الذكر ؛ فقد كانت تشرف على علاج طفلة مصابة بأنيميا منجلية حادة . وهذا المرض يسبب آلاماً لا تطاق في العظام والمفاصل، وعند اللزوم يعطى الأطفال حقنة بيثيدين (كمخدر) لتسكين الآلام. مع الأيام تعلمت الطفلة أن هذه الحقنة تجلب لها الراحة فأصبحت تطالب بها باستمرار. ولكن خشية الإدمان أصبحت زوجتي تعطيها حقنة (ماء وملح) على أنه بيثيدين .. وكما يحدث مع الحقنة الحقيقية يخف الألم فوراً وتدخل الطفلة في نوم عميق.. غير أن إحدى الممرضات أفشت سر الحقنة الجديدة فوصل الخبر للطفلة فتلاشى مفعولها السحري .. ليس هذا وحسب، بل أصبحت على قناعة بأن حقن البيثيدين الحقيقية مجرد خداع فلم تعد تؤثر فيها كالسابق !!
وهذه القصة مجرد نموذج لحالات كثيرة مشابهه تجعل الأطباء ينظرون بتقدير أكبر لتأثير الوهم في العلاج. بل إن هناك مدرسة طبية جديدة تنادي بإتاحة الفرصة للجسم (لعلاج نفسه بنفسه) من خلال تقنيات الوهم (أو البلاسيبو).. وقادة هذا التيار على قناعة بأن جسم الانسان يصل إلى حدود مدهشة إن أتيحت له فرص كهذه ؛ ففي مستشفى مونتريال مثلاً يقوم الأطباء بعمليات جراحية وهمية لمرضى الزهايمر لا يفعلوا خلالها غير كشط جدار الجمجمة وخياطة الجلد . ومن المعروف أن هذا المرض ناجم عن تآكل حقيقي لبعض خلايا الدماغ ولكن الأطباء لاحظوا أن قناعة المرضى بزرع خلايا بديلة يمنحهم شعورا فوريا بالتحسن !
غير أن أهم مجال يتفوق فيه البلاسيبو هو تخفيف الألم بخداع الدماغ ذاته، فقد اتضح أن 50% من المرضى يخف لديهم الألم إن اقتنعوا بأن هذه الحبة (أو تلك الحقنة) هي فاليوم أو مورفين. وما يحدث هنا أن الدماغ يقطع الاتصال مع نهايات الأعصاب وكأنه واقع بالفعل تحت تأثير الفاليوم أو المورفين ..
وفي التجارب التي تجريها شركات الأدوية على العقاقير الجديدة يقسم المرضى إلى مجموعتين؛ الأولى تعطى العقار الحقيقي في حين تعطى المجوعة الثانية (بدون علمها) مادة مخادعة تشبه العقار الجديد قد لا تتضمن غير السكر أو الملح.. وغالباً ما تنتهي التجربة بشفاء 30% من المجموعة الثانية التي لم تعط غير الحبوب الوهمية (وهذا شيء متوقع) في حين يعد العقار ناجحا لدى المجوعة الأولى إن تجاوز نسبة التأثير الوهمي (ال30%) وفاشلاً إذا تساوى معه أوقل عنه!!
ورغم معرفتنا القديمة بتأثير الوهم إلا أن السر الحقيقي لم يكتشف إلا مؤخراً ؛ فالفرضية الجديدة تقول إن هناك تأثيراً مادياً حقيقياً (وليس نفسياً فقط) للبلاسيبو. ففي تجارب وهمية كثيرة بدا وكأن الجسم استجاب لدواء حقيقي الأمر الذي دعا الأطباء للافتراض بأن جهاز المناعة يقوم فعلا بإنتاج الأدوية المناسبة للجسم .. فلأن جسم الإنسان يتضمن مواد كيميائية شافية تنتج بأوامر عصبية من المخ يمكن خداع المخ لإنتاج هذه المواد بنفسه أو إرسال الأوامر بإفرازها في الموقع المناسب ..
أضف لهذا ؛ من المعروف أن 70% من جسم الإنسان يتكون من الماء والسوائل ؛ وهذه الحقيقة لوحدها تجعله كما أفترض قابلا لاستقبال أي تأثيرات مغناطيسية أو شحنات إيجابية تتضمنها المواقف المشجعة حول المريض (مثل الرقية الصالحة ودعاء الزائرين وقراءة القرآن ) !
كنا طالعين في البر وكان معنا وحد
من الشباب وقام اخوي الصغير وقال
ياشباب تراني حطيت احبوب كبتاجون
ومشينا من الطلعه وبعد ذهابنا الى الكليه
ولقينا خوينا وقال لنا الله لايوفقك يا ماجد
والله ماقدرت انام من الحبوب هاذي
والمفيد من القصه ان اعضم الحبوب هي عامل نفسي
فقط
ما دام الإنسان يصاب بـ المرض ..
عن طريق الوهم ..
فـ الأولى أن يعالج بـ الوهم ..!
***
أمراض كثيرة يتخيلها الإنسان ..
و يحس بـ أنه مصاب بها ..
فـ تتحول تلك الأمراض التخيلية ..
إلى حقيقة و أمراض عضوية ..
يصعب علاجها بعد ذلك ..!
***
تذكرت و أنا أقرأ المقال ..
ما حدث لـ الأديب الفرنسي | موليير | ..
عندما قام بـ تمثيل دور رجل مريض ..
في إحدى مسرحياته ..
حيث ظل يسعل طوال المسرحيه ..
و حين إسدال الستار ..
خر موليير صريعاً نتيجه لـ المرض ..!!
حيث صدق في الواقع أنه مريض ..!
المفارقه هنا ..
أن المسرحية كان اسمها ..
| المريض بـ الوهم | ..!!!!!
***
طرح قيم و رائع ..
قد أعجبني ..
فـ شهادتي بـ الأستاذ فهد الأحمدي ..
مجروحه ..
حيث قد ظللت أقرأ له ..
على مدى السنوات الثلاث الماضيه ..!
***
كل الشكر لك يا أخيه ..
على نقلك الرائع ..
و هذا ما قد عودتنا عليه ..
فـ لك جل تقديري ..
و سلمتِ ..
العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم 
العرض العادي
