تغطية الفم أثناء العطاس
قال الشيخ ابن عثيمين : أنه ينبغي للإنسان إذا عطس أن يضع ثوبه على وجهه قال أهل العلم وفي ذلك حكمتان:
الحكمة الأولى: أنه قد يخرج مع هذا العطاس أمراض تنتشر على من حوله.
الحكمة الثانية: أنه قد يخرج من أنفه شيء مستقذر تتقزز النفوس منه فإذا غطى وجهه صار ذلك خيراً.
الحمد أثناء الصـــلاة
قال العلماء أن للمصلي أن يحمد الله جهراً وهو قول أحمد والنووي وابن تيمية وهو قول جمهور الصحابة والتابعين وذهب إليه من المعاصرين الشيخ ابن عثيمين واللجنة الدائمة للإفتاء. وذلك لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في سنن أبي داود عن رفاعة بن رافع قال: (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رفاعة ولم يقل قتيبة رفاعة فقلت الحمد الله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول الله انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول؟!» رواه أبو داود وصححه الألباني.
وسئل الشيخ ابن عثيمين إذا عطس المصلي هل يحمد الله؟
فأجاب: نعم إذا عطس المصلي فإنه يقول: الحمد الله ، كما صح ذلك في قصة معاوية بن الحكم رضي الله عنه أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة فعطس رجل من القوم فقال: الحمدلله ... الحديث» رواه مسلم . ولم ينكر النبي صلى الله عليه وسلم على العاطس الذي حمد الله، فدل ذلك على أن الإنسان إذا عطس في الصلاة حمد الله لوجود السبب القاضي بالحمد ولكن لا يكون ذلك في كل ما يوجد سببه من الأذكار في الصلاة. الفتاوى لابن عثيمين
حگم تشميت العاطس
ذهب بعض العلماء أنه فرض عين على كل مسلم سمعه أن يشمته
قال ابن دقيق العيد : ظاهر الأمر الوجوب ويؤيده حديث «فحق على كل مسلم أن يشمته» فتح الباري
قال الألباني : هذا نص صريح أي «فحق على كل من سمعه أن يشمته » في وجوب التشميت على كل من سمع تحميده فهو فرض عين على الكل.
قال ابن عثيمين : «كان حقا على كل من سمعه» ظاهره أنه يجب على كل السامعين بأعيانهم ويؤيده قوله في الحديث الآخر «إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه».
گيفية تشميت العاطس
من الواجب على الجالس إذا سمع العاطس يحمد الله أن يشمته، والصيغة التي جاءت بها السنة هي «يرحمك الله» ولا يأتي بصيغة أخرى لم ترد في الشرع حتى لو استحسنها عقله لأن هذه عبادة والعبادات توقيفية فلا يتعبد الله عز وجل بعبادة إلا بدليل.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا عطس أحدكم فليقل: الحمدلله، وليقل له أخوه أو صاحبه، يرحمك الله» رواه البخاري.
عدد تشميت العاطس
اعلم رحمك الله أن تشميت العاطس سنَّة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها ليست مُطَّرِدَه بل لها حد معين فإذا تجاوزها العاطس فإنه لا يشمت وهي إذا تجاوز الثلاث مرات فيتوقف عن تشميته ويبين له أنه مزكوم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: «إذا عطس أحدكم فليشمته جليسه فإن زاد على ثلاث فهو مزكوم ولا تشميت بعد ثلاث» رواه ابن السني وصححه الألباني.
فوائد العطاس الطبية
قال ابن القيم: والعطاس ريحٌ مختنقةٌ تخرجُ وتفتح السَدَدَ من الكبد وهو دليلٌ جيِّدٌ للمريض، مُؤْذِنٌ بانفراج بعضِ علته، وفي بعض الأمراض يستعمل ما يُعَطِّسُ العليل ويجعل نوعاً من العلاج ومعيناً عليه. مفتاح دار السعادة.
رد العاطس إذا شمتوه
تنوعت السنة في الرد على المشمِّت على نوعين:
أولاً: يقول له (يغفر الله لنا ولكم)
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله رب العالمين ويقال له: يرحمك الله، وليقل هو: يغفر الله لنا ولكم» رواه الطبراني وصححه الألباني.
ثانياً: يقول له (يهديكم الله ويصلح بالكم).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إذا عطس أحدكم فليقل الحمد لله ... فإذا قال له يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم» رواه البخاري.
وقد صح عن الصحابة ردود منها:
صح عن ابن عباس رضي الله عنه موقوفاً أنه كان يرد على من يشمته «عافانا الله وإياكم من النار ويرحمكم الله» رواه البخاري وصححه الألباني
وصح عن ابن عمر رضي الله عنه موقوفاً أنه كان يقول «يغفر الله لي ولكم » رواه البخاري
وصح عن ابن عمر رضي الله عنه أيضاً موقوفاً أنه كان يقول «يرحمنا الله وإياكم ويغفر الله لنا ولكم» رواه البخاري.
وعلى هذا فهو مخير بين كلا الأمرين وبما أنهما ثبتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فالأفضل أن يذكر هذا أحياناً ويذكر الآخر أحياناً لإن القاعدة: «أن العبادات إذا وردت على وجوه متنوعة ينبغي للإنسان أن يفعلها على هذه الوجوه» فتاوى ابن تيمية.
وكذلك لأن تنويعها فيه فوائد:
أولاً: حفظ السنة بوجوهها.
ثانياً: التيسير على المكلف.
ثالثاً: حضور القلب، وعدم ملله وسآمته.
رابعاً: حفظ الشريعة وصيانتها.
هل يشمت العاطس إذا لم يحمد الله
وسنة تشميت العاطس ليست على إطلاقها بل هي مقيدة بمن حمد الله تعالى وأما من لم يحمد الله تعالى فلا يشمت.
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه» رواه مسلم
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «عطس عند النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته، عطس فلان فشمته، وعطست أنا فلم تشمتني، فقال: (إن هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله) رواه البخاري ومسلم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «... فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول يرحمك الله» رواه البخاري.
قال البغوي : في الحديث بيان أن العاطس إذا لم يحمد الله فلا يستحق التشميت .
قال أبي الطيب العظيم أبادي : وفيه بيان أن العاطس إذا لم يحمد الله لا يستحق الجواب.
تشميت الرجل للمرأة والعكس
يجوز أن يشمت الرجلُ المرأةَ وكذلك المرأةُ الرجلَ وذلك لعدة أدلة منها:
أولاً: عموم حديث النبي صلى الله عليه وسلم «إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه وإذا لم يحمد الله فلا تشمتوه». وهذا العموم هو الذي فهمه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، فإنه شمَّت بنت الفضل (وهي زوجة أبو موسى) وهي امرأة بغض النظر أنها زوجته فإنه لم يفهم أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الآمر بالتشميت هو مخصوص للرجال فقط دون النساء.
ثانياً: الأصل في الأحكام الشرعية أنه يتساوى فيها الرجال والنساء إلا ما خصه الدليل ولا دليل هنا على عدم تشميت المرأة فتبقى هذه المسألة على أصلها وأنهما يشتركان في نفس الحكم، ويجوز لكل منهما تشميت الآخر ودليل هذا الأصل قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما النساء شقائق الرجال» رواه أبو داود.
وهذا وعلى الرغم من القول بالجواز فإنه يقيد إذا لم يكن في التشميت فتنة أو ريبة أما إذا خيف حصول فتنة أو ريبة فإنه يمنع تشميت المرأةُ الرجلَ أو الرجلُ المرأةَ من باب سدالذرائع