قال الله تعالى : (( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى )) [ طه : 131 ]
حقاُ هي دُنيا فانية !
غرتنا و اشغلتنا !
و جعلتنا نجري ورأءها !
و نلهث و نبحث !
و نقول هل من مزيد !
لكن هل نطلب المزيد للدنيا !
أم للأخـــرة ... !
نعــم ... !! حقيقة لأبد أن نعترف بها
فقد غلبت علينا شقوتنا
و شغلتنا الدنيا على الأخرة ... !
نرى هذه الزهرة
و نقول ما آروعها !
ثم
.
.
لا نلبث أياماً و حتى نرى هذه الزهرة
قد ذبلت !
اليست هذه الزهرة التى كانت بالأمس رائعة اللون جذابة المنظر !
فمالي آراكِ اليوم يا زهرتي قد تغير لونك و ذهبت جذبيتك التى كانت تجذب كل من حولك !
أحقاً هذه نهاية كل زهرة ؟
و هذا القصر الذي طالما نظرت اليه فأعُجبت به ، و قلتِ ياليت لي مثل هذا القصر !
ثم لم البث اياما و قد وجدت حال هذا القصر قد تغير إلى :
نعم قد تغير إلى آثـر بـلا مَعـلم !
فقد مرت عليه السنين
ثم تركه الجميع !
و بقى وحده في مهب الريح !
أحقاً هذه هي حقيقة الدُنيا ؟!
نعجب فيها بأشياء ثم بعد أيام تصبح رماداً .. !!
فباللهِ قولوا لمَ غرتنا الحياةُ الدنيا و نحن نعلم مصيرنا !
لمَ ضيعنا أوقاتنا و نحن نعلم أننا سنُسـأل !
باللهِ قولوا لمَ غلبت علينا شقوتنا و كنا قوماً ضالين !
باللهِ قولوا لمَ أستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير .. !
رأينا فُلانة فقلنا ياليتنا كنا مثلها !
نظرتِ إلى علانة فقلتِ إنها لذات حظ عظيم .. !
لكن
لحــظة
لحــــــظــة .. !
فأي حظ الذي أخذته فلانة ؟
فهل هو طلب علم شرعي عظيم ؟
أم ذكر ذو معانِ و خشوع ؟
أم قراءة قرآن بتدبر و دعاء بالقبول ؟
أَم .... !!
أن فلانة ذات حظ عظيم لانها :
تمتعت بمتع الدنيا الزائفة
غرتها الحياة الدنيا
فعاشت حياتها و لم تبالي و قالت
هل من مزيد !!
فأختاري مَن تريدي أن تكوني منهم
فشتان بينهما !!
فيا نفس حاسبي نفسك قبل أن تُحاسبي
و تزودي قبل أن ترحلي
و أبكي قبل أن يُبكى عليكِ
(( قال الحسن البصري: أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم وأعمالهم , فإن كان هموا به لهم مضوا وإن كان عليهم امسكوا)) .
و إن رأيتِ الناس حولكِ يتنافسون على الدُنيا فنافسيهم على الأخرة !
فيا نفس مالكِ تعشقين عنادي و أنا أقولُ لكِ أكتفي بالزادِ ... !!