العربية.نت
.
.
في ارتفاع يؤكد صحة التحذيرات التي صدرت قبل سنوات وفي أوقات مختلفة عن تنامي نسبة المدخنات الإناث في السعودية وخصوصا في صفوف المراهقات أكدت دراسة صادرة مؤخرا عن منظمة الصحة العالمية أن السعودية تأتي خامسة على مستوى العالم من حيث عدد مدخناتها الإناث حيث بلغت نسبتهن 5.7% من جملة السكان الإناث.
حيث وصلت نسبة المدخنين في المملكة من البالغين ذكورا وإناثا 21.6% مما وضع المملكة في المرتبة السادسة عالميا منها 35% من الذكور الذين توصلوا للمرتبة الرابعة عالميا وفقا لبعض الدراسات الصادرة من قبل منظمة الصحة العالمية التي خصصت في اليوم العالمي لمكافحة التدخين لهذا العام شعار التبغ خطر على كلا الجنسين: سهام تسويقه تستهدف المرأة.
مسؤولية مشتركة
ووفقا لصحيفة "الرياض" السعودية التي استعرضت التقرير الخميس 18-3-2010 فقد وجه مختصون أصابع الاتهام إلى جهات عديدة في تنامي الوضع حيث أكد مسؤول في إحدى دور العيادات النسائية في الرياض (نقاء) بأنه " مما يحد من الإقلاع عن التدخين من قبل النساء أن كثيرا من المدخنات يخجلن من الحضور إلى العيادات كتلك الثمانينية التي كانت تراجع عيادات نقاء وأقلعت عن التدخين وقد ذكرت هذه المسنة أنها كانت تتعاطى التدخين لأكثر من 55 عاما وكانت تتناول يوميا (باكيت ونصف الباكيت) أي ما يعادل "30 سيجارة" وتصرف يوميا نحو 9 ريالات على التدخين أي ما يعادل شهريا 270 ريالا أي أن إنفاقها السنوي يساوي 3240 ريالا".
وأضاف "مكافحة التدخين هي مسؤولية الجميع حيث تشترك فيها كل من الأسرة والمجتمع والإعلام ،فالأسرة المستقرة والتي تلتزم بالقيم الدينية يكون فيها نسبة الوقوع في التدخين قليلة وكذلك سلوك الوالدين إذا كان كلاهما أو و أحدهما يتعاطى الدخان ، كما أن المجتمع يلعب دورا كبيرا في تفاقم هذه الظاهرة فسكوته عن تعاطي الدخان في الأماكن العامة وتسهيل بيعها حتى للأطفال دون سن البلوغ باعتبارها سلعة مباحة يجعلها أمرا مألوفا اجتماعيا، والإعلام له دور مؤثر من خلال ما تبثه القنوات الفضائية من برامج وأفلام تسوق للتدخين وتظهره كحل واقعي للمشكلات التي يعاني منها الشباب".
مشيرا إلى أنه من المهم تذكر "الحالة النفسية والاضطراب الوجداني لدى المراهقات الذي هو في الحقيقة سبب من أسباب تعاطي التبغ خاصة أن شركات التبغ تصور لهن أن التدخين يسبب الراحة والسعادة والنشوة ويقتل الملل الذي يعيشونه في هذه المرحلة الخطيرة ، كما يصور لهن أن روح المغامرة والشعور بالأنوثة والجمال يبدأ بتعاطي هذه الآفة".
وطالب وزارة التربية والتعليم والصحة ورعاية الشباب, الجمعيات الخيرية, الجمارك, الشورى, بالمشاركة في الحد من هذه الظاهرة من خلال ضرورة تفعيل مشروع اتفاقية منظمة الصحة العالمية (الإطارية) لمكافحة التدخين الذي تم إجازته من مجلس الوزراء وسيكون الحل الناجح لهذه المشكلة وتوفير ما يكلف الدولة سنويا ميزانية (5) مليارات ريال ما يعادل (1,33 مليار دولار) ووفاة 23 ألف شخص سنويا ، والمشكلة أن المملكة تبيع التبغ بأقل من أسعار الدول المنتجة له في حين يصل سعر أحد الأنواع لدينا 6 ريالات بينما يباع في أمريكا وأوربا بما يعادل "30 ريالا".
مطالبة الشورى السعودي
يذكر أن مجلس الشورى السعودي سبق وطالب بمنع التدخين في المطارات وفرض غرامة 200 ريال على المدخن وتبنت المشروع لجنة النقل بمجلس الشورى بتوجيه مجلس إدارة الهيئة العامة للطيران المدني بإصدار ضوابط لمنع التدخين في جميع مطارات المملكة الدولية والداخلية ومرافقها ، إضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها (مائتا ) ريال على كل من يخالف هذه الضوابط .
كما سبق أن أعلنت أمانة منطقة الرياض عن البدء في حملات مكثفة وتنظيمات جديدة تمنع الإنارة الخافتة والتدخين في 538 مقهى إنترنت بالرياض وعدم السماح لصغار السن و الأحداث بدخول المقاهي، وأكدت في بيان لها أن التعليمات الجديدة والتي أقرتها وزارة البلديات تمنع وضع الإنارة الخافتة وأن لا تكون واجهة المقهى معتمة وغير واضحة, كما تمنع تواجد غرف وحواجز بين الأجهزة, وتمنع تعاطي وشرب التدخين.
وفي سياق متصل تسعى وزارة الصحة السعودية و ضمن برنامجها لمكافحة التدخين بالتشارك مع جهات مختصة تسعى لاستصدار قرار لرفع الضرائب على جميع أنواع التبغ إلى 200 % بالإضافة إلى فرض ضرائب أخرى للتأثير على البيئة . و تأتي هذه التحركات تأكيدا على إنفاذ قرارات مجلس الوزراء قبل ست سنوات تقريبا الخاصة بتطبيق نظام مكافحة التدخين.
تطويق الإعلانات الدعائية
وعلى نطاق حصار تجارة التبغ إعلامياً أكدت الصحة السعودية في بيان سابق لها سعيها لمطالبة شركات التدخين بـ 127 مليار ريال ، وفي حال تحقق ذلك ستصرف على علاج المرضى بسبب استخدام التبغ ومن توفوا بسببه أيضا ". وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض وسائل الإعلام مؤازرتها للقرار الصادر آنذاك من الوزير السابق، حيث كانت البادرة الأولى من مجموعة mbc الإعلامية برفض التعامل مع سائر إعلانات التبغ رافضة مبلغا يفوق نصف مليار دولار .
العرض العادي
