الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ الْلَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ
" أَفْضَلِ صَدَقَةِ سَقْيُ الْمَاءِ "
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ عَنْ الْنَّبِيِّ
صَلَّ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
" لَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرا مِنْ مَاءٍ "
حُسْنَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِيْ صَحِيْحٌ الْتَّرْغِيْبِ وَ الْتَّرْهِيْبِ
وَ قَالَ صَلَّ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
" فِيْ كُلِّ كَبِدٍ رَطْبٍ أَجْرَ"
مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وَ كُلُّنَا يَعْلَمُ قِصَّةِ الْرَّجُلُ الَّذِيْ سَقَىَ
الْكَلْبَ الْعَطْشَانِ " فَسَقَىَ الْكَلْبَ
فَشَكَرَ الْلَّهُ لَهُ ، فَغَفَرَ لَهُ "
فَسُقِيَ الْمَاءِ لِلْإِنْسَانِ أَوْ الْحَيَوَانِ أَوِ الْطَّيْرُ أَوْ أَيُّ
( كَبَدٍ رَطْبٍ )
لَنَا فِيْهَا أَجْرٌ إِنْ شَاءَ الْلَّهُ
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ الْلَّهِ
صَلَّ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ قَالَ "
مِنْ حُفَرِ مَاءٍ لَمْ تَشْرَبْ مِنْهُ كَبِدُ حَرِيٍّ
مِنْ جِنٍّ وَ لَا إِنْسٌ وَ لَا طَائِرٍ
إِلَا آُجَرَهُ الْلَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِيْ تَارِيْخِهِ
وَ صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِيْ صَحِيْحٌ
الْتَّرْغِيْبِ وَ الْتَّرْهِيْبِ
عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُ أَنَّ سَعْدا أَتَىَ
الْنَّبِيَّ صَلَّ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
فَقَالَ : يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ
إِنْ أُمِّيَّ تُوُفِّيَتْ
وَ لَمْ تُوْصِ أَفَيَنْفَعُهَا أَنْ أَتَصَدَّقَ عَنْهَا ؟
قَالَ : نَعَمْ ، وَ عَلَيْكَ بِالْمَاءِ"
رَوَاهُ الْطَّبَرَانِيُّ فِيْ الْأَوْسَطِ وَ صَحَّحَهُ
الْأَلْبَانِيُّ فِيْ صَحِيْحٌ الْتَّرْغِيْبِ وَ الْتَّرْهِيْبِ
أَفْضَلُ الْصَّدَقَةِ سَقْيُ الْمَاءِ وَالْدَّلِيلُ
أَوَّلَا
قَوْلُهُ تَعَالَىْ
"وَنَادَىْ أَصْحَابُ الْنَّارِ أَصْحَابَ
الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيْضُوْا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءْ أَوْمِمَّا
رَزَقَكُمُ الْلَّهُ قَالُوْا إِنَّ الْلَّهَ حَرَمَهُمَا
عَلَىَ الْكَافِرِيْنَ"
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ الْلَّهُ عَنْهُمَا
وَقَدْ سُئِلَ أَيُّ الْصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟
"الْمَاءِ
أَلَمْ تَرَوْا إِلَىَ أَهْلِ الْنَّارِ حِيْنَ اسْتَغَاثُوَا بِأَهْلِ
الْجَنَّةِ: "أَنْ أَفِيْضُوْا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءْ
أَوْمِمَّا رَزَقَكُمُ الْلَّهُ"؟
قَالَ الْقُرْطُبِيّ فِيْ تَفْسِيْرِ الْآَيَةِ الْسَّابِقَةِ
(فِيْ هَذِهِ الْآَيَةَ دَلِيْلُ عَلَىَ أَنَّ سَقْيَ
الْمَاءِ مِنْ أَفْضَلِ الْأَعْمَالِ)
وَقَدْ قَالَ بَعْضٍ الْتَّابِعِيْنَ
مِنْ كَثُرَتْ ذُنُوْبُهُ فَعَلَيْهِ بِسَقْيِ الْمَاءِ
ثَالِثَا
وَمَنْ الْأَدِلَّةِ كَذَلِكَ عَلَىَ فَضْلِ سَقْيِ
الْمَاءِ مَا خَرَّجَهُ الْبُخَارِيُّ فِيْ صَحِيْحِهِ
عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ إِلَىَ الْرَّسُوْلِ صَلَّ
الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"بَيْنَمَا رَجُلٌ بِطَرِيْقٍ فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ
فَنَزَلَ بِئْرَا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ
فَإِذَا كَلْبٌ يَأْكُلُ الْثَّرَى مِنَ
الْعَطَشِ، فَقَالَ: لَقَدْ بَلَغَ هَذَا الْكَلْبَ
مِثْلُ الَّذِيْ بَلَغَ بِيَ؛ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيْهِ
ثُمَّ رُقَىً فَسَقَىَ الْكَلْبَ فَشَكَرَ الْلَّهُ
لَهُ فَغَفَرَ لَهُ"
قَالُوْا: يَا رَسُوْلَ الْلَّهِ
وَإِنْ لَنَا فِيْ الْبَهَائِمِ أَجْرَا؟
قَالَ:
"فِيْ كُلِّ ذَاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ"
وَفِيْ رِوَايَةِ عَنْهُ صَلَّ الْلَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
"بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيْفُ بِرَكِيَّةٍ
كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ، إِذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِيَّ
إِسْرَائِيْلَ، فَنَزَعَتْ مُوْقَهَا
يَعْنِيْ خُفَّهَا فَسَقَتْهُ، فَغَفَرَ لَهَا بِهِ"
فَهَذِهِ بُغِيَ مِنْ الْبَغَايَا، وَمِمَّنْ؟
مِنْ بَنِيَّ إِسْرَائِيْلَ الْمَلْعُوْنِيْنَ عَلَىَ أَلْسِنَةِ الْأَنْبِيَاءِ
وَالْمُرْسَلِيْنَ وَالْصَّالِحِيْنَ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ
وَالْمَسْقِيِّ كَلْبُ مِنْ الْكِلَابِ
فَكَيْفَ بِمَنْ سَقَىَ إِنْسَانَا؟
بَلْ وَكَيْفَ بِمَنْ سَقَىَ مُؤْمِنَا مُوَحِّدا فَأَحْيَاهُ
"فَكَأَنَّمَا أَحْيَا الْنَّاسَ جَمِيْعَا"
اسْآلِ الْلَّهِ آَنْ يَسْقِيَنَآَ جَمِيْعَآ مِنْ آنْهارُ الْجَنّهُ