العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى عروس الشمال - Hail
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-2009, 03:32 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية قناص الشمال
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

قناص الشمال غير متصل


سيرة حزن

سيرة حزن



محمد المرزوقي
صدر عن النادي الأدبي الثقافي بحائل بالتعاون مع دار الانتشار العربي، مجموعة قصصية بعنوان(سيرة حزن) لفارس الهمزاني، وقد حملت المجموعة عشرة نصوص قصصية، إلى جانب واحد وخمسين من النصوص القصصية القصيرة جدا، وذلك في (143) صفحة من القطع المتوسط.
فجأة وبلا إنذار، ومن دون أن تشعر، انطلقت كلماتها عاصفة.. غاضبة..حزينة، وهي تقول: يجب أن ترحل الآن من قلبي.. يجب أن تزيل معالم حبي من جسدك، وأن تطمس جنون عشقي من دهاليز جوفك المظلم.. ارحل دون أمتعة، واترك لي بقايا الحزن تتلاعب بأغصان الألم.. اجمع أشلاء روحي المبعثرة وارمها لكلاب الطرقات المسعورة.. ابتعد من دون أن تلفظ عبارات الخضوع والذل فالمياه لا تسكب إلى أعلى.. لن أدعك تردد مواويل الحسرة والندم.. فلست من يزرع الحسد في دروب الآخرين.. أنا أنثى تحمل في جوفها ينابيع الحب والخير، ولن اسكب الكراهية في رياح المستقبل.. كذب من قال إن المرأة نبع الشر، وأنها مصدر كل مصيبة في الأرض، كذب من قال هذا..
ترتفع حدة صوتها فيتصاعد نحو الأفق إلى أبعد مدى في السماء مختلطا بقطع الدموع المتناثرة على ملامح وجهها القمري.
فجأة رن هاتفها الجوال لترتبك مشيتها وسط الغرفة الوردية.. تصدر مجموعة من (النحنحات) لتساعدها أن تزيل آثار الحزن من صوتها.. تمسح أنفها الناعم بمنديل أبيض وهي تنظر إلى نفسها بالمرآة قائلة: هلا عيوني.
لم يكن الهمزاني في نصه السابق (رحيل) إلا جزءا من حكاية الغرفة الوردية، التي تتشكل جدرانها بتشكل لحظات الرحيل، التي ألزمت الراحلة أن تعبر بأوتار صوتها فضاء الأفق بصحبة تلك البقايا التي تركت طمس معالم أثر الحب مهمة الهمزاني، الذي كان مشغولا بسكب تفاصيل خطاب الرحيل، الذي لم يكن مما يتقنه الوجه القمري، إلا أن الراوي كان حاضرا لرصد أعماق البركان الثائر من أعماق الراحلة، فكان قريبا من تتبع ملامح الوجه، وحركة القدمين، ونظرات الرحيل التي تتردد بين ذاكرة الحب وفضاء الرحيل إلى هناك الذي لن يحجبه سوى تلك النحنحات، والتغيير قليلا من حزن الكلمات..
في السماء كانت القمر..
وعند الظهيرة أصبحت شمسا..
ولحظة لقائنا بكت وكأنها المطر!
لقد قدم فارس إلى جانب هذا النص القصصي القصير جدا مجموعة من النصوص التي شكلها الهمزاني، بريشته السردية الخاصة، التي تتميز بلغة الحركة عبر اللغة الإيحائية التي تعمل بفاعلية في النص القصير على استحضار المعاني، وتجعلها نصا مفتوحا أما القارئ.. فقد حفلت المجموعة في حق القصة القصيرة جدا بعناوين تضيف إلى النص بعدا في الزمان، واتساعا في المكان، وعمقا في المنلوج الداخلي، إلى جانب كونها مفاتيح مباشرة من قبيل السهل الممتنع فجاء من بين عناوين فارس: الباب الحديدي، عباءة، دموع، نظرة، أسير الحديقة، بؤس، ولع، كعب، انتظار، جنون، كبك، مبدأ، أثناء العود’ن غروب، زهرة.







التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:39 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir