هناك عدد من المراحل التي تسبق الوقوع في المعصية وسنتكلم اليوم عن المرحلة الاولى وهي مرحلة وسوسة الشيطان
وهي مرحلة تقديم العروض حيث يبدأالشيطان في الولوج إلى قلب الإنسان وعقله
لعرض بضاعته عرضاًخفيفاً ليناً لطيفاً مؤدبًا سائغًا،ويورد للإنسان بعض الأوهام بمقدار مساحة عمله ( وهي مساحة الهم والخيال ليس إلا،وقوةتأثيره في مجال العرض على قوة الوهم والخيال حيث يحتل ذلك الخيال جانباًمنا لنفس الإنسانية .وقدتحدثت عن هذه الرتبة آياتكثيرة في القرآن الكريم منها
قوله تعالى
"َفوسوس إَِليهالشَّيطانَ قالَ ياآدم هلْ ادلك على شجرة الخلد وملك لايبلى*فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما فطقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى *"
وقال تعالى "ومن شر الوسواس الخناس * الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة والناس"
وعنَ ثابِت البنَاني،"عن أََنسِ بنِ مالِك أَنا لنَّبي صلى الله عليه وسلمَ كان مع احدى نسائه فمر به رجل فدعاه فجاء, فقال: يافلان هذه زوجتي فلانه , فقال : يارسول الله من كنت اظن به فلم اكن اظن بك.. فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ان الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم "
والشيطان قد لايهمه نوع المعصية التي تقع فيها بقدر مايهمه وقوعك بالمعصية على أي نوع وبأي شكل كان ذاك الوقوع . فهو يبحث عن مواقع الضعف لدينا ويحاول الولوج الينا من خلال تلك المواقع . فهو يحضرنا عند كل امر من الامور ليوسوس لنا بالشر ..فهو يحضر عند الطعام لينسينا ذكر الله ويحضر عند المبيت حتى لايجعل لله تعالى نصيب في مبيتنا عن جابر بن عبد الله انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه
قال الشيطان : لامبيت لكم ولاعشاء ,واذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: ادركتم المبيت واذا لم يذكر الله عند طعامه قال ادركتم المبيت والعشاء"
رواه احمد والبخاري.
وهو يحضرنا عند الصلاة ليوسوس لنا فيضيع علينا الخشوع ..قال الرسول صلى الله عليه وسلم اذا تثاءب احدكم في الصلاة فليكظم مااستطاع فان الشيطان يدخل"
ولافرق بين وسوسة الشيطان وسوسة النفس ان الشيطان يريد ان يوقعنا في كل معصية نميل اليها ..اما وسوسة النفس فتجعلك تصر على معصية بعينها ..
دخل رجل على سهل بن عبد الله وقال اللص دخل داري واخذ متاعي فقال اشكر الله فان اللص لو دخل قلبك وهو الشيطان وافسد عليك التوحيد ماكنت تصنع ..ابن القيم الجوزية..
منقول بتصرف