تعتمد قيمة الفرد فى اى مجتمع بمقدار ما يساهم به هذا الفرد فى تدعيم وتقوية هذا المجتمع لان اى انسان محترم واضح الهدف يعتبر اضافة لاى مجتمع وتدعيم اكبر لقدرة المجتمع على الحفاظ على مكتسبات افراده وفى نفس الوقت يعتبر اى فرد فاقد القيمة او غير واضح الهدف عنصر سلب ونقص فى قيمة المجتمع ككل.
ومن هنا ارد الحديث عن قيمة الحياة نفسها فى نظر كل منا؟؟؟
فالحياة مهما طالت او قصرت فان الهدف الاساسى منها هو الهدف الاساسى من خلق الانسان وهو تعمير الارض والحفاظ على استمرار الحياة بها تحت الظروف المحيطة بنا.
ولذلك فقيمة الانسان فى مجتمعه تنبع من قدرته على انتاج اجيال تستطيع اضافة اى شيئ جيد وجديد يساهم فى اثراء الحياة واستمرارها بل وقبل هذا الحفاظ عليها.
ومن الملاحظ ان الكثيريين منا اليوم تناسوا القيمة الاساسية او الحقيقية من وراء الحياة وهى تعمير الارض بما تشتمل عليه من تعاون وتكاتف مع الاخريين والتنافس الشريف بما ينفع الناس ولا اكبر دليل على قيمة الحياة من الاية التالية
" فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض"
فاصبحت حياة الكثيريين منا عبارة عن ضرب وتنافس غير شريف ومحاولة الاستيلاء على مقدرات الغير سواء بحق او غير حق وفى الغالب بدون وجه حق، واصبحت الدنيا بمثابة غابة نتكالب فيها على كل ما هو زائل منها.
فكلنا ميتون ونتنافس على ميت!!!
قيمتنا الحقيقية هى ما سنخلفه ورائنا لهذه الحياة بعد موتنا، وان كانت الظروف الحالية وضعت النقود والاموال كمقياس للافراد تزداد قيمتهم بزيادة كمية النقود التى يكنزونها ولكنها قيمة جوفاء غير حقيقية ولا تساوى شيئا عند رب العباد او حتى عند العباد الحقيقيين.
القيمة الحقيقية هى فى ان تسعى بين الناس بالحسنى وان تقوم بكل ما من شانه تسيير حياة الاخريين لاننا جميعنا نتحرك تحت سقف واحد وعلى ارض واحدة.
وعلى هذا فقد ارشدنا الله على مر العصور والازمنة سواء عن طريق رسله او الكتب المنزلة من لدنه الى ضرورة التعاون والتكاتف بين افراد المجتمع لتتحقق الغاة السامية من هذا التجمع.
ولكننا وبضعف نفوسنا وبايعاز من الشيطان اصبحنا نتتبع شهواتنا حتى وان كان فيها دمارنا او نهايتنا وهو ما حذرنا رب العزة منه.
فالحياة مهما طالت قصيرة ولن ينفعنا منها الا ما تركناه فها سواء من مال يستخدم فى افادة الاخريين او ابناء صالحون يدعون لابائهم او يساهمون بدورهم فى استمرارية المجتمع على نفس القواعد والاسس التى يحث الله ورسله البشر اليها.
فلنتذكر جميعنا اننا ما خلقنا عبثا وانه طالما فى الصدر نفس يتردد فلم يفت الاوان بعد لتصحيح المسار واصلاح ما افسدناه بجهلنا لانى اعتبر ان اى اساءة منا او حود عن الطريق القويم الذى رسمه الله لنا انما هو نابع من جهل سواء عن قصد ام غير قصد.
القيمة الحقيقية لحياتنا لن تظهر الا من خلال اعمالنا التى تركناها خلفنا او عن طريق اى من ورثتنا وستكون خير دليل على اننا لم نهدر حياتنا عبثا او فى غير محل.
القيمة الحقيقية هى ان نستمر فى هذه الحياة على الطريق القويم قدر الامكان وان نعمل على تصحيح المسار قدر المستطاع وان نعى الغرض الاساسى من هذه الحياة فهى تنافس فى تعمير الارض وافادة الاخريين وهى القيمة الحقيقية للوجود بدونها ننزع عن انفسنا صفة البشرية ونسبغها بصفات ليست من سمات البشر كالوحوش الضارة التى تتنازع على فريستها فى الغابة وفى النهاية كلنا الى زوال.
فكلنا سنحاسب سواء ايقنا بقيمة وجودنا ام تغافلنا عنها افليس من الافضل ان نحاول التعامل معها بجدية قدر المستطاع فعلى الاقل ستكون هناك نتيجة وان لم تصل الى التفوق فعلى الاقل كسبنا شرف المحاولة.
فهل يا ترى وضعت يديك على القيمة الحقيقية لوجودك ام انك مازلت تائها تحاول التملص من الاستحقاقات التى وضعت عليك باى مبررات؟؟؟
العرض الشجري
