[align=center]
أهديهـآ لـ من ..!؟
كُنْتُ مَعَهُ وَحْدِيَ
نَضْحَكُ .. نَلْعَبُ .. نَبْكِي .. نَتْعَاتَبُ ..
كُنْتُ بِالنْسَبَةِ لِهُ وَرْدَةً ذَاتَ رَائْحِةٍ زَكِيَةُ اقْتَلَعَهَا مِنْ بُسْتَانِهَا الذْيِ وُلِدَتْ فِيِهْ
لِيَزْرَعَهْا فِي بُسْتَانِهِ هُوَ وَكَانَ عَلْيِهِ أَنْ يَهْتَمَّ بِهَذِهَ الوَرْدَةْ يَسْقِيهَا وَيُوَفِرَ كُلَّ مَاتَحْتَاجٌهٌ حَتَىَ لا تَذْبَلْ ...
وَكَانَ هُوَ بِالنْسَبَةِ لِي المَــاءْ وَالَهواءْ وِالشْمَسْ وَكُلَّ شَيئ ْأَحَتَاجَهُ حَتَىَ لا أَذْبَلَ
عِشْنَا سَويِاً قَسْوَةَ الزْمَانِ وَقَسْوَةِ مَنْ حَوُلَنَا وَلَكِنْ رَفَضْنَا أنْ نَقِفْ مُسْتَسْلِمِينْ
أَمَامَ رَغَبَاتِهِمْ لِهَدْمِ مَابَيْنَنَا فَلَقَدْ وَقَفَنْا سَوِياً لِنُشَكّلَ حَاجِزَاً يَمْنَعَ ذَلِكَ الحُبْ مِنْ أنْ يُهْدَمَ
كُنَّا مِثَالاً لِلحُبّ الصَادِقْ وَالبَريءْ
انْدَمَجَتْ أَرْواحِنَا وَقُلُوبَنَا وَأَجْسَادِنَا
كُنَّا مَضْرِبَ مَثَلٍ لِلحُبّ وَالوَفَاءْ وَالتَضْحِيَةْ
وَلَكَنْ دُونَ سَابِقِ إنْذَارِ وَفِي غَفْلَةٍ مِنّا
أَتَتْ رِيحْ عَاتِيَة لِتَهْدِمَ ذَلِكَ الحُبّ مُحَطّمَةً ذَلِكَ الحَاجِزَ الذَيْ شَكّلْنًاهُ نَحْنُ
قُمْنَا بَعْدَ أنْ أعَادَ كُلٌ مِنّا تَوَازُنَهُ
وَكُلٌ مِنّا قَدْ أرَهَقُهُ التْعَبَ وَأعْيَاه
وَجَدْتُ أنَنَيْ فِي مَكَانْ لَيِسَ بِمَكَانْهِ
وَقَامَ هُوَ وَوَجْدَ أنْهُ بِمَكَانٍ لَيِسَ بَمَكَانِي
بَحَثْتُ عَنْهُ وَبَحَثَ عَنْيِ صَرَخْتُ بِإسْمِهِ وَصَرَخَ بِإسْمِي
كُنْتُ كَالَمجْنُونَةِ أبْحَثُ عَنْهُ رَأيْتُ السُخْرِيَةَ وَالشْفَقْةَ وَالرْحَمَةَ فِي عُيُونِ المَارّةِ
دَمْعِيَ لَمْ يَجِفْ .. قَلْبِيَ يَنْزِفُ ألَمَاً عَلَى فِرَاقِهِ
وَلَكَنِ لَنْ أُعْلِنَ اسْتِسِلامِيَ بِهَذِهِ السُهُولَةِ وَأَفْقِدَ حُبِيَ الوَحَيْد
عَبَرَتُ البِحَارَ وَالمُدْن .. الجِبَالَ وَالصْحَارِي
وَلَكِنْ لا أَثَرْ
عَدْتُ إِلَى مَكَانِنِا الَأُوَلَ وَجْدَتُ بَقَايَا مُحَطّمَة وَمُمَزّقَة
بَكَيْتُ عَلَىَ أطْلالِهِ
نَظَرْتُ إلِى القَمَرْ وَجَدّتُهُ يَبْكِيَ حَالَنْا أيْضَاً وَمَاوَصْلَنَا إلِيَهِ
فَكَيْفَ لا يُؤثِرَ ذَلِكَ عَلَيِهِ وَهَوُ الشَاهِدَ عَلَى حُبَنَا وَصِدْقِ مَشَاعِرَنَا
وَاصَلْتُ البَحَثَ عَنُهُ فَلَقَدْ اقّسَمْتُ بِأنْنَي لَنْ أوُقِفَ بَحْثِيَ عَنُهُ إلا إذَا وَجَدْتُهُ
سَألْتُ كُلّ مَنْ أعَرِفَ وَمَنْ لا أعَرِفَ
أين هو ؟!! هل رأيتموه ؟!! هل سمعتم أيّ شيءٍ عنه ؟!!
وأيَضَاً لا أَثَرْ
عُدْتُ أجَرُّ خَيِبَةَ الأمَلْ خَلْفِيَ وَقَدْ خَارَتْ قُوَايَ جَمِيعُهَا فَلَمْ أعَدْ قَادِرَةً عَلَى الإسْتِمرَار
اسْتَظَلِيَتْ بِظِلِ شَجَرَتِنَا المُفَضّلَةِ وَهَيِ الشَيءْ الوَحِيدْ البَاقِيَ مِنْ حُبّنَا
وَقَدْ حَفَرْنَا عَلَيَهِا أسْمَائِنَا فِي ذَلِكَ اليَوَمْ الذَي تَعَاهَدْنَا فِيْهْ أنْ يَبْقَى كُلّ وَاحِدٍ مِنّا وَفِيَّاً لِلآخِرْ
سَمِعْتُ شَخْصَاً يُنَادِينِي ذَهَبْتُ مُسْرِعَةً إلِيِهِ لَعَلّي أجْدُ عِنْدَهُ أيّ شَيءٍ عَنْهُ
سَألَنِي : هل تبحثين عنه ؟!!
قُلْتُ لَهُ بِلَهْفَةٍ : نعم هل تعرف عنه شيئاً ؟!!
قَالَ : نعم إنه هناااااك وَأشَارَ إلِى مَكَانِ وُجُودِهِ
ذَهَبْتُ مُسْرِعَةً وَقَلْبِي يَسْبِقَنْي إلِيَهِ وَأخْيرَاً لَقَدْ وَجَدْتُهُ
وَصَلْتُ إلِى مَكَانَ وُجُودِهِ رَأيْتَهُ هُوَ وَلَكِنّهَ لَيْسَ هُوَ
نَظَرْتُ إِلَيِهِ طَوِيلاً وَأطَالَ هُوَ النْظَرَ إلِيّ
صُدِمْتُ بِمَا رَأيَتُ وَجَدْتُ مَنْ كَانَ حَبِيبْي وَلَكِنّهُ لَيْسَ هُوَ
وَجَدْتُهُ مُمْسِكَاً بِيَمِيِنَهُ قَلْبَاً يَنْزِفَ وَبِيَسَارِهِ خَنْجَرَاً طَعَنَتْ ذَلِكَ القَلَبْ
شَعَرْتُ بِالإخْتِنَاقْ وَكَأنّهَ لا أَثْرَ لِوُجُودِ الأكْسُجِينْ
كُنْتُ فِي حَالِةِ صَدْمَةِ ولا إسْتِيعَابْ
فَكَيْفَ لِي أنْ أسْتَوعِبَ شَيْئَاً وأنَا أرَاهُ أمَامِيَ هُوَ بِقِنَاعٍ آخَرْ
وَأرَى حُبْيَ الذَي بَنَيتَهُ فِي سِنِينْ قَدْ هُدِمَ فِي لَحْظَةٍ
وَأرَى قَلْبِيَ يَنْزِفَ بَيْنَ يَدَيِهِ وأنْا عَاجِزَةً حَتْى عَنْ إيِقَافِ نَزْفِهِ
دَمْعَةً يَتِيمَة سَقَطَتْ مِنْ عَيِنَي كَانَتْ حَرَارَتُها هِيَ مَنْ انْتَشَلَنِي مِنْ تِلَكَ الصَدْمَة
ذَهَبْتُ إلِيهِ لأسْتَعَيدَ قَلْبِيَ فَحَمَلْتُهُ بَيْنَ يَدّيَ بِإنْكِسَارٍ وَذَهَبْتُ بَعِيِدَاً
أين ؟!! لا أدري !!
كُلّ مَا أُرِيدُهُ هُوَ الإبْتِعَادِ عَنْ مَسْرَحَ الجَرَيِمَة
وَمُدَاوَاةْ قَلْبِيَ وَجَبْرَ كَسْرِهِ
مَشِيتُ بِخُطَى
تائهة .. ضائعة .. حائرة ..
إلِى المَجْهُولْ إلِى أيّ مَكَانِ لا يُذَكِرَنّي بِهِ
ولا بِخِيَانَتِهِ ولا بِحُبِهِ ولا بِأيّ شَيءٍ آخَرْ
مَشِيتُ ومَازَالَتْ تِلْكَ الدَمْعَة تَتَأرْجَحْ عَلَى وَجْنَتِي بِإنْكِسَار
فَهَا أنْا أمْشِي
بضياع .. وانكسار .. وحيرة .. وألم .. وجرح ..
مما رآق لي كثبراً !!
دمتم بـ حفظه تعالى ..
[/align]