تراكمت الحروف واختلطت
وضاعت الكلمات بين الأفواه والورق
وضلت الحقيقة في القلوب
والقارئ لا يدري أي معنى قد قصد
" شيخ عجوز يلعب كرة قدم "
" وشاب يافع يتكئ "
قد تكون حروف ليس إلا
وقد تكون قصص لأناس لم يكونوا يوما هنا
ولكن حضرت الحروف لتترجم ما لم نفهمه عنهم
وللساخر في هذا رأي آخر
يهز رأسه يمينا ويسارا ويقول
مجنون من كتب هذا
وما الجنون إلا برأسه المهزوز
ولكن ليس على المجنون حرج
تظل الحروف في شك
فتبحث عن حقيقة القالب الذي صبت فيه
لتبدو هكذا وتقرأ كذا وكذا
وفي أثناء بحثها يتخطفها المفسرون
ليضعوها في متاهات من المعاني
ثم يصبح القالب قوالب
وكل قالب له نصيب من التشويه
فيضيع المعنى الحقيقي لذلك الحرف
يقال
" حدث العاقل بما يعقل "
هذه المقولة يستخدمها
المجانين والعقلاء على حد سواء
فالعقلاء يستخدمونها عندما يسمعون الجنون
والمجنون يظن نفسه عاقلا ويستخدمها عندما لا يستوعب ما سمع
لذلك حتى هذه المقولة
قد تكون ذات معنيين
فإن قالها عاقل عنت أن ما قيل فعلا جنون
وإن قالها مجنون عنت العكس
حتى أنا " مجرد حرف "
فقد أكون فعلا مجرد حرف
أو قد أكون كل الحروف
بقلمي
العرض الشجري
