في الصغر كنا نرسم أحلامنا على الورق
لم تكن أحلامنا كبيره
كانت متواضعة ،،، كانت فقيره
حتى الورق الذي ولدت عليه
كان ورقا رديئا
لا يقاوم قطرة ماء أو هبة ريح
لذلك كانت أحلامنا تحتضر منذ البداية
ولكن لصغر سننا
ولكتلة الأمل التي تساوي ضعف أحجامنا
كنا ننظر لغد مشرق حتى بلا شمس
ولحلم لا يعرف المستحيل
ثم انطلقنا وخضنا في حياتنا معارك
سلبت منا أيامنا الحلوة
وشوهت ملامحنا البريئة
حتى غدونا شبابا أقرب للشيب من الفتوه
عندها نظرنا إلى ما حولنا
ولم نجد إلا واقعا لا يشبه تلك الرسمة
والحقيقة المرة
أننا استهلكنا بلا ثمن
ولم يبقى من الأمل إلا حفنة
قد نظنها تكفي !
ولكن ماذا لو كنا نقف وسط صحراء اليأس
وبدأت رياح العقبات تعصف
ولا خيار لنا إلا العمى أو إفلات تلك القبضة
ولا عزاء في كلا الأمرين
فإما أمل بلا رؤية
وإما رؤية بلا أمل
ذاك خيار صعب
ضمن خيارات أخرى كثيرة صعبة
مرت بنا وكنا حينها في مفترق طرق
وكل نهاية طريق هي أقبح من الأخرى بلا أفضلية
صدقا تحققت أحلامنا ولكن أين تلك اللهفة
أين لذة الوصول لحلم بعيد بات بين أيدينا
كل حلم في هذه الحياة هو خسارة
فعندما تحققت أحلامنا
كنا قد خسرنا أعمارنا
وفقدنا أحبتنا
ودفنا موتانا
أي إنتصار هو ذلك التحقيق لحلم عنيد
أخذ منا أكثر مما ربحناه
وداعا يا صديقي
فالموت كان هو الحلم الذي لم ترغب بتحقيقه
ولكنه الوحيد الذي تحقق
رحمك الله