ثلاث منجيات وثلاث مهلكات

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد : فقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال : (( ثلاث مهلكات ، وثلاث منجيات ، وثلاث كفارات ، وثلاث درجات )) فأما المهلكات : فشح مطاع ، وهوى متبع ، وإعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات : فا لعدل في الغضب والرضا ، والقصد في الفقر والغنى ، وخشية الله تعالى في السر والعلانية وأما الكفارات : فانتظار الصلاة بعد الصلاة ، وإسباغ الوضوء في السبرات ، ونقل الأقدام إ لى الجماعات وأما الدرجات : فإطعام الطعام ، وإفشاء السلام ، والصلاة بالليل والناس نيام فالمهلكات هن الموقعات لفاعلها في المهالك والمنجيات هن منجيات فاعلهن من عذاب الله والكفارات هن مكفرات ذنوب فاعلها ،،، والدرجات هن منازل في الآخرة فأما المهلكات فشح مطاع: أي بخل يطيعه الناس فلا يؤدون معه الحقوق والشح يكون بالمال والمعروف. وقد حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر حيث قال : اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم ، واستحلوا محارمهم ) فالشح يحمل صاحبه على كل عظيمة ، من منع لحقوق الله عز وجل التي أوجبها في ماله كالزكاة ، ويحول بينه وبين أداء ما يلزمه للناس من الديون، ولأهله من النفقات، اما الهوى المتبع: فهو أن يتبع العبد كل ما يأمره به هواه حتى يخالف شرع الله طاعة للنفس الأمارة بالسوء وقد ذم الله متبع الهوى فقال تعالى: (ومن اضل من اتبع هواه بغير هدى من الله ان الله لايهدي القوم الظالمين) وثالث المهلكات إعجاب المرء بنفسه: أي تحسين كل عبد نفسه على غيره وإن كان قبيحا ،سواء في خلقه او خلقه وسواء في عمله او قوله ناسيا او متناسيا نعمة الله عليه ولنا في قارون وماله عبرة من آفة العجب اذ خسف الله به وبداره وماله الأرض اما المنجيات من غضب الله فالعدل في الغضب والرضى: وهو أن الإنسان لا يقول سوى الحق ولو غضب عليه الخلق أو رضوا فليس همه الا رضى الله تعالى ومن المنجيات القصد في الفقر والغنى ، وهو التوسط الذي ليس معه إسراف ولا تقتير سواء كان غنيا او فقيرا ومن المنجيات خشية الله في السر والعلانية: وهي الخشية التي تمنع العبد من ارتكاب كل منهي عنه وتحثه على فعل كل مأمور به سواء امام البشر او في الخلوات فيما بينه وبين الله أما الكفارات التي تكفر وتستر الخطيئة وتمحوها : فانتظار الصلاة بعد الصلاة ونقل الأقدام الى الجماعات فيكون ممن تعلق قلبه في المساجد حبا في الصلاة ليصليها في المسجد مع جماعة المسلمين وكذلك إسباغ الوضوء في السبرات اي شدة البرد او الحر، وإسباغ الوضوء: أن تأتي بالماء على كل عضو من اعضاء الوضوء في جسده وأما من اراد الحصول على الدرجات العلى في اعالى الجنات فعليه إطعام الطعام لمن يحتاجه من الفقراء والمساكين واطعامه بغير رياء ولاسمعة وليفشي السلام بين الناس على من يعرفه ومن لا يعرفه والتهجد في جوف الليل حال غفلة الناس واستغراقهم في لذة النوم فتلك الدرجات هي منازل اهل هذه الأعمال الصالحة فصدق صلى الله عليه وسلم الذي مامات الا وقد دل الأمة على كل خير وحذرهم من كل شر فلنتجنب الشح والهوى والإعجاب حتى لانقع فيما يهلكنا ولنعدل في الغضب والرضى ونقتصد في الفقر والغنى ونخشى الله في السر والعلانية حتى ننجوا من عذاب الله تعالى ولنحافظ على الصلوات الخمس في المساجد مع جماعة المسلمين ونسبغ الوضوء في السبرات حتى بهن يكفر الله عنا جميع الذنوب والسيئات ومن اراد اعالي الجنان تحت عرش الرحمن فليطعم الطعام ويفشي السلام ولاينسى صلاة التهجد والقيام فهذه الأفعال من أسباب دخول الجنات ، وبسببها يحصل لفاعلها التوفيق والنجاة ، اذا تجنب ما يوبقها من الأعمال المهلكات منقول