أي بشر هؤلاء ..!!!
مرض عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه –
فعاده عثمان
وقال : ما تشتكي ؟
قال : ذنوبي ...
قال : فما تشتهي ؟
قال : رحمة ربي ...
قال : ألا آمر لك بطبيب ؟
قال : الطبيب أمرضني ...
قال : ألا آمر لك بعطاء ؟
قال : لا حاجة لي فيه ..
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
وهذا عمرو بن العاص - رضي الله عنه - كان من دهاة العرب ، وكان يقول دائماً :
عجباً لمن نزل به الموت وعقله معه كيف لا يصفه ؟
فلما نزل به الموت جزع جزعاً شديداً ..
فذكره ابنه بقوله : وقال :
صِف لي الموت يا أبت ..؟؟
فقال : يا بني ! الموت أجل من أن يوصف ، ولكني سأقربه لك :
أجدني كأن جبال رضوى على عنقي ، وكأن في جوفي الشوك ، وأجدني كأن نفسي تخرج من ثقب إبرة ....
فقال له ابنه عبدالله : يا أبتِ ! ما هذا الجزع !!
وقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدنيك ويستعملك ،،
قال : أي بني ، قد كان ذلك ، وسأخبرك : إني والله ما أدري أحباً كان أم تألفاً ، فلما جدّ به وضع يده على ذقنه وقال : اللهم أمرتنا فتركنا ... ونهيتنا فركبنا ... ولا يسعنا إلا مغفرتك ...
ثم بدأ يردد لا إله إلا الله حتى خرجت روحه وفارق الدنيا .
= = = = = = = = = = = = = = = = = = =
أما عمر بن عبدالعزيز ..
فقالت زوجته فاطمة بنت عبدالملك : كنتُ أسمع عمر في مرض موته يقول :
( اللهم أخفِ عليهم موتي ولو ساعة )
فلما أشتد مرضه قلت له : ألا أخرج عنك ، فإنك لم تنم فخرجت وقعدت عند باب الغرفة ، فكنت أسمعه يقرأ قوله تعالى :
" تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين " وجعل يعيدها مراراً ثم انخفض صوته ... ثم سكت ... فدخلت عليه فوجدته ميتاً ، وقد وجه وجهه إلى القبلة ووضع إحدى يديه على فمه والأخرى على عينيه ..
= = = = = = = = = = = = = = = = = =
وهذا ابن عساكر ....الإمام العابد
صلى الظهر ، وجعل يسأل عن العصر ، وتوضأ ثم تشهد وهو جالس وقال :
رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً ،
اللهم لقني حُجتي ، وأقلني عثرتي ، وأرحم غربتي ..
ثم رفع بصره وقال : وعليكم السلام ... ثم انقلب ميتاً ..
أي بشر هؤلاء ؟
وأي فرحة تغمرهم عند الاحتضار ؟
أسأل الله أن نكون ممن يمن الله عليه بحُسن الخاتمة ..
ملحوظه / ملطووش