العودة   منتديات بعد حيي > المــــنتديات العــــامه > منتدى نَفُحـــــآتّ إسٌلامٌيهّ
 
 
 
 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-2007, 11:02 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
 
الصورة الرمزية المنصوري
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

المنصوري غير متصل


ظن العبد

المسلم الذي يبحث عن السعادة وكيفية تحقيقها يقف وقفة إكبار وإجلال أمام قول الحق سبحانه وتعالى: «ادعوني أستجب لكم» مجرد أن يدعو الإنسان الذي يواجه موقفاً في هذه الحياة يشغل باله، مجرد أن يقول: يا رب تأتيه الإجابة من ربه القادر فيقول: وأنا أجبت، عندها يجد الإنسان نفسه وتتحقق سعادته التي ينشدها.

روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يقول: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني» (رواه البخاري ومسلم واللفظ له والنسائي وابن ماجة). قال أكثر المفسرين في معنى قوله تعالى: «وقال ربكم ادعوني أستجب لكم» أي وحدوني واعبدوني أتقبل عبادتكم وأغفر لكم.

وقيل المراد بالدعاء السؤال بجلب النفع ودفع الضر، على أن الدعاء في نفسه باعتبار معناه الحقيقي (بمعنى الطلب) هو عبادة بل مخ العبادة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو داوود والترمذي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين» (غافر 60).

وروي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدعاء مخ العبادة» (رواه الترمذي وقال: حديث غريب).

قيل: مخ الشيء: خالصه، وإنما كان مخها لأمرين: أحدهما امتثال أمر الله تعالى حيث قال: (ادعوني أستجب لكم) فهو محض العبادة وخالصها، الثاني: إذا رأى أن نجاح الأمور من الله تعالى قطع أمله عما سواه ودعاه لحاجته وحده وهذا هو أصل العبادة. والمصطفى صلوات ربي وسلامه عليه يبين أن فائدة الدعاء التقرب إلى المولى عز وجل، وهو أصل الطاعة ومحور القبول ومعين الرضا ومنبع الإحسان لأن فيه الشعور بالضعف والاعتقاد بالحاجة فيرجو الإنسان ربه عز وجل لأنه وحده الذي يسأل وغيره سبحانه لا يضر ولا ينفع.

والحق سبحانه وتعالى يقبل الدعاء من عبده الملتزم بآداب الدعاء.

روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: «يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً» وقال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم»، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يا رب، يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك». (رواه مسلم).

قال الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: «فإن قيل: فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له، فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء، فالدعاء سبب لرد البلاء.

ولله در القائل:

سبحان من لا يخيب من قصده

من قصد الله صادقاً وجده

قد شمل الخلق فضل نعمته

كل إلى فضله يمد يده

روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يغني حذر من قدر)، والدعاء ينفع مما نزل وما لم ينزل وإن البلاء ينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان (أي يتصارعان ويتدافعان) إلى يوم القيامة. (رواه البزار والطبراني والحاكم وقال صحيح الإسناد).

والمعنى أنه لا ينفع الاحتياط واليقظة في منع ما أراده الله: فالإنسان عرضة لكل شيء قدره الله تعالى، والتضرع إلى الله يخفف وطأة المصاب ويزيل من شدة وقعه المر فيلطف الله في قدره.

روي عن سلمان رضي الله عنه قال: إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين. (رواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين).

على المسلم الذي يتوجه إلى ربه بالدعاء أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة كيوم عرفة وشهر رمضان ويوم الجمعة ووقت السحر وبين الآذان والإقامة وفي السجود وبعد الصلاة ووقت الغيث وأن يدعو الله مستقبلاً القبلة ويرفع يديه ويكون صوته بين المخافتة والجهر، ولا يتكلف السجع في الدعاء، ويوقن بالإجابة ويصلي ويسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم.







التوقيع

رد مع اقتباس
 
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:15 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir