لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر
- وهل الكبر أسوأ ما يصيب القلب؟
- كلا.. أسوأ ما يصيب القلب هو الشرك.. ولكن الكبر سبب للوقوع في الكفر والشرك.. وهو أول ذنب عصي به الله.. عندما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم وكان معهم إبليس{أبى واستكبر وكان من الكافرين} (البقرة:34).
- وكيف السبيل أن يفحص أحدنا قلبه عن الكبر؟
- أولاً: نعرف الكبر.. كما عرفه الرسول (بطر الحق وغمط الناس), ولذلك هناك كبر بين المرء وبين الحق , وكبر بين المرء وبين الناس , والأول أشد من الثاني , وكلاهما سيء , ثم نوطن أنفسنا على قبول الحق والإذعان له بغض النظر عن مصدره , ونجتهد على اتباعه؛ فالتوفيق لاتباع الحق هو الهداية التي نسألها في كل ركعة {اهدنا الصراط المستقيم}.
كنت وصاحبي في لقائنا الأخير قبل سفر كل منا مع أهله لإجازة الصيف التي ستبعدنا شهراً كاملا ، قررت الذهاب إلى شرق آسيا، وقرر هو الذهاب إلى أفريقيا لزيارة الأدغال!!
تابعت حديثي..
- وأسوأ خلق الله وصفهم الله بالكبر؛ فجميع الكفار على مر الزمان (استكبروا) عن الحق {فأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق} (فصلت:15).. {قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا} (الأعراف: 88).. {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط} (الأعراف:40). وكان من أسباب كفر قريش أنهم قالوا: {لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم} (الزخرف:31).. فالكبر والعياذ بالله يمنع الإنسان من اتباع الحق.. وإن كان يعرفه.. ويدري أنه الحق..
- والحديث.. " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من الكبر"
- إن كان الكبر أدى إلى شيء من الشرك.. فهو خالد في جهنم ولا يدخل الجنة مطلقاً.. جتى ينال جزاءه..
أدركنا المكان الذي نريد - المستشفى لزيارة أحد رواد مسجدنا أصابه التهاب في عينه مما أدخله المستشفى قبل يومين..
- وأكثر أهل النار.. من هؤلاء (عتل جواظ متكبر)..
قاطعني.. بعد طول سكوت..
- ولكن بعض الناس يولد في بيئة تدعوه للاستكبار على الناس.. فيكون ابن عائلة عريقة.. غنية ثرية.. ولد وفي (فمه معلقة من ذهب) كما يقولون.. كيف يستطيع هذا أن يتعامل مع العامل الذي يكنس الشارع على قدم المساواة.. بأنه رجل مسلم.. مصلٍّ يجب مراعاة حاله.. ورد السلام عليه.. والصلاة بجانبه في المسجد.. وربما وراءه إذا سبق إلى الصف الأول..
- وهنا الفرق.. بين من تمكن الإيمان من قلبه.. وأراد رضا الله.. ألم يقل الرسول لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية" عندما عير بلالا بلونه وأمه.. وهذه إحدى غايات الإسلام.. {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(الحجرات:13).. "وكلكم لآدم وآدم من تراب". فمن لم يستطع ذلك فلاشك أن في إيمانه خدش.
مجلة الفرقان
العرض الشجري
