01-15-2010, 03:36 PM
|
#1
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 15288
|
تاريخ التسجيل : Nov 2009
|
أخر زيارة : 02-09-2018 (04:22 AM)
|
المشاركات :
216 [
+
] |
التقييم :
50
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
ما أغنى عني ماليه..
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة "
الموت لا يفرق بين كبير وصغير .. ولا غني وفقير .. ولا عبد وأمير .. هارون الرشيد ذاك الذي ملك الأرض وملأها جنودا .. ذاك الذي كان يرفع رأسه .. فيقول للسحابة : أمطري في الهند أو في الصين .. أو حيث شئت .. فوالله ما تمطرين في الأرض إلا وهي تحت ملكي .. هارون الرشيد .. خرج يوما في رحلة صيد فمر برجل يقال له بهلول .. فقال هارون : عظني يا بهلول ..قال : يا أمير المؤمنين !! أين آباؤك وأجدادك ؟ من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبيك ؟ قال هارون : ماتوا .. قال : فأين قصورهم ..؟ قال : تلك قصورهم ..قال : وأين قبورهم ؟ قال : هذه قبورهم ..فقال بهلول : تلك قصورهم .. وهذه قبورهم .. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم ؟ قال : صدقت .. زدني يا بهلول .. قال : أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع .. فبكى هارون وقال : زدني .. فقال :يا أمير المؤمنين :هب أنك ملكت كنوز كسرى وعمرت السنين فكان ماذا ؟ أليس القبر غاية كل حي وتسأل بعده عن كل هذا ؟ قال : بلى .. ثم رجع هارون .. وانطرح على فراشه مريضا .. فلما يئس الأطباء من شفائه ... و أحس بدنوا أجله .. ولم تمض عليه أيام حتى نزل به الموت .. فلما حضرته الوفاة .. وعاين السكرات .. صاح .. ب****************ه وحجابه : اجمعوا جيوشي .. فجاؤوا بهم .. بسيوفهم .. ودروعهم .. لا يكاد يحصي عددهم إلا الله .. كلهم تحت قيادته وأمره .. فلما رآهم .. بكى.. ثم قال : يا من لا يزول ملكه ..ارحم من قد زال ملكه .. قال أحضروا لي أكفانا فأحضروا له .. فقال : احفروا لي قبرا .. فحفروا له .. فنظر إلى القبر وقال : ما أغنى عني ماليه ... هلك عني سلطانيه .. ثم لم يزل يبكي حتى مات .. فلما مات .. أخذ هذا الخليفة .. الذي ملك الدنيا وأودع في حفرة ضيقة .. لم يصاحبه فيها وزراؤه .. ولم يساكنه ندماؤه .. لم يدفنوا معه طعاما .. ولم يفرشوا له فراشا .. ما أغنى عنه ملكه وماله .. أما عبدالملك بن مروان .. فإنه لما نزل به الموت .. جعل يتغشاه الكرب .. ويضيق عليه النفس .. فأمر بنوافذ غرفته ففتحت .. فالتفت فرأى غسالا فقيرا في دكانه .. فبكى عبدالملك ثم قل :يا ليتني كنت غسالا .. يا ليتني كنت نجارا .. يا ليتني كنت حمالا .. يا ليتني لم أل من أمر المؤمنين شيئا .. ثم مات .. عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه بجنازة فقال : ( مستريح ومستراح منه ) قالوا : يارسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال ( العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله ، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب ) رواه البخاري .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|