بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تختلف موازين القوى
وتنقلب مؤشرات العاطفة رأسا ً على عقب لتتحد من أجله
هو الوحيد الذي يصيب الأسرةبالكامل بإرتباك شديد
ناقلاً الخوف والحزن والقلق بينهن الواحده تلو الآخرى
يستعد الجميع للسهر بجانبه لكي ينام
يغمض عينيه فيتلقى كما ً هائلاًَ من القُبل
الموزعه بالتساوي بين الخد والرأس واليد والقدم
سيل من القُبل برجاء خروج دعوة سليمه من جوفه العليل
ودعوة صادقه متناثرة الحروف من شدة الألم
هو يعلم بمكانته وعلو قدره لديهن
ولم يكن بحاجه لأختبار مشاعرهن تجاهه
لكن إعتلال حالته الصحية كشفت له ما كان يعرفه مسبقا ً
الأب قريب جدا ً من أفراد أسرته وأيا َ كان مقامه أو ماله
ومهما كانت ثقافته وإنسانيته فهو الأفضل بلا منازع في عيون بناته الوحيدات
كان يتشبث بكل أمل بالحياة
حـنـانـيـكـم ...حـنـانـيـكـم
لاتظنوا تشبثه بالحياة حباً لها ولنعيمها الفاني ..كلا والله
كان يخشى على بناته غوائل الدهر وتقلباته
كان يخشى عليهن من جور القريب وظلم البعيد
كان يخشى عليهن من سوء قد يلم بهن بعد رحيله
كان يخشى من الموت قبل أن يطمئن قلبه وتقر عينه برؤيتهن تحت رعاية جدير بحمل الأمانه
قرأتُ في عينيه الخوف من المجهول الذي يكتنف بناته
وحق له أن يخاف,,وحق له أن يخاف
ماأشد وقع ذلك الدمع العصي الذي طالما شمخ فلم ينحدر
الموقف برمته فصلاً رديئاً جداً
كانت صوره حقيقيه رأيتها بعيني لمعنى الأحزان
صورة لم تزيفها يد شاعره
أو تخطها ريشة أديبه
ولا قلم كاتبه
أو حتى مخرجاً سينمائياً
منال
العرض الشجري
