دايم نسمع عن طير شلوى بس تعرفون وش قصته ؟
تعالوا معاي و تعرفوا عليه
الطير المقصود به الصقر و شلوى مكان عبارة عن جبل مرتفع و مشهور بأنه مأوى للطيور الجيدة
و يقال إن الجبل يقع وسط البحر و لا يمكن الوصول إليه بسهولة
و يضرب هذا المثل في مدح الرجل الأصيل و الكريم و الشهم الذي يقترن فعله
و للمثل قصة أخرى يرويها أحد كبار السن و هي
أنه كان في الزمان الماضي ( قبل توحيد المملكة على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز )
عجوزا اسمها شلوى
العجوز شلوى كفلت أطفالا صغاراً بعد موت والدهم ووالدتهم
و هم : - شويش ، و عدامة ، و هيشان - و كانت عجوزاً فقيرة
لم يترك لها ابنها الوحيد بعد موته إلا هؤلاء الأطفال البائسين
و اضطرت هذه العجوز مع هذا الفقر المدقع أن تزور بيوت الحي طلبا للرزق و الأكل
و كان الجميع يعرف قصتها و ذاع خبرها بين أفراد القبيلة
و كانت تطلب الأكل لهؤلاء الأطفال و تقول على سبيل المداعبة ما عندكم طعام لطويراتي
( أي لطيوري الصغيرة )
و كأنها بذلك تتمثل قول الحطيئة الشهير و الذي استدر به عطف الخليفة الراشد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
ماذا تقول لأفراخ بذي مـرخ ==== زغب الحوا صل لا ماء و لا شجر
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة =====فأصبح عليك سلام الله يا عمر!!
و استمرت على حالها حتى سمع عنها أحد شيوخ القبائل المشهورين
فأمر أن يأتوا بها و وضع لها سكنا بجانبه و كان يأمر بتقديم الطعام والشراب لها
ويقول لخدمه : لا تنسوا طيور شلوى !!
و نظرا لأن حياة البدوي مرتبطة بالكلأ و الماء فقد رحل هذا الشيخ و قبيلته و شلوى
و طيورها ( أبنائها ) إلى مكان خصب بالقرب من بادية الشام
و كانت هذه المنطقة تابعة للدولة العثمانية - الأتراك - و كانت تسكن معها قبيلة موالية
لها ونظرا لقلة القبيلة الوافدة طمع بها الأتراك
و أرسلو إليهم طالبين منهم الودي ( مثل الرسوم التي تدفع مقابل بقائهم ) مقابل عدتهم
و عتادهم و كان لهم ما طلبوا نظرا لضعف هذه القبيلة
و بعد فترة ضاعفوا المبلغ فوافقت القبيلة مضطرة ثم ما لبث الأتراك أن حاصروا هذه القبيلة
و بمساعدة القبيلة الأخرى الموالية لهم لتهديدهم
وأرسلوا رسولا إلى شيخ العشيرة يطلبون منه الخاكور ( ويقصدون بها البغايا بلغتهم )
و لم تعرف القبيلة معنى ما يقصدون في البداية و لما فهموا معناها أنشد شاعرهم متحسراً
( و كان بالقرب منه مقابر )
هنيكم يا ساكنين تحت قاع ==== مامركم ودي تقافاه خاكور
هنيكم متم بحشمـة وبـزاع ======وما من عديم ينغز الثـور ؟
و يستثير فيهذه القصيدة يستثير فيها همة قومه للقتال دون أن يمس شرفهم و شرف نسائهم
و يهنئ فيها الأموات في المقابر الذين ماتوا دون أن يتعرض شرفهم للمهانة
و يطالب بالعديم ( الشجاع ) الذي ينغز الثور ( لاعتقادهم بأن الدنيا على قرن ثور
إذا تحرك قامت القيامة ) و ما أن أكمل قصيدته حتى قفز شويش ( أحد الأبناء الذين كفلتهم شلوى )
و قال أنا و أنا طير شلوى فأخذ سيفه وركب حصانة واندفع بحماس وشجاعة نادرة فاخترق
جيش الأتراك ولحق به أخواه هيشان و عدامة
حتى فرقوا جمعا كبيرا حتى تناثرت الطرابيش ( القبعات ) الحمراء و التي يلبسها الأتراك و
قد كانت علامة لهم تميزهم فهزمهم بشجاعته و شجاعة أخوية و في هذه الأثناء استغل
شيخ العشيرة هذه الحركة الشجاعة فهاجم القبيلة الأخرى ( الموالية للترك )
و قاتلهم حتى هزمهم و استولى على الغنائم الوفيرة فتحدثت القبيلة بكاملها عن شجاعة -
طويرات شلوى الثلاثة -
و سأل الشاعر العجوز الذي استثار همة قومه عن من مات من القبيلة
فقالوا له و هم يمزحون معه مات شويش !! فا انشد هذه الابيات..
قالوا شويش وقلت لا لا عدامـة =====أو زاد هيشان زبون الملاييـش
ماهو ردى بمدبريـن الجهامـة ======لكن هوش شويش يالربع ماهيش
يوم شويش مثـل يـوم القيامـة =======بالله عليكـم لاتحكـون بشويـش
فأخذ يتحسر على شجاعة شويش فلما رأوا حزنه الشديد خافوا عليه و قالوا له :
لا لا ما مات..والكل يهنئ الآخر بهذا النصر وبهذه الغنائم
و الودي الذي أصبح يدفع دوريا بفضل شجاعة طيور شلوى !!
اشرايكم في طيور شلوى
منقول
تحياتي للجميع